منذ عشرين سنة - أشرف الجمال Poem by Ashraf Elgmmal:

منذ عشرين سنة - أشرف الجمال

منذ عشرين ساعة - أو سنة - لا أذكر
كنا نعبر هذا المنحدر
تحت الغيوم والشعاف العالية
السماء تبدو كسقفٍ مشقوق
يوشك أن يسقط كقبعةٍ ضخمةٍ فوق رأسينا
لكننا غُصْنا وراء السحب الطاعنة.. لأحلامنا
آملين أن يحدث ذلك الصدام الكوني
بين روحينا
أفهم لغة نهدك الوجل كثمرةٍ ناضجة
ملأى بالرضوض
مُجترِحاً قداسة أحزانه
وتفهمين الأعاصير الثلجية
التي وَسَمَتْ قلبي كجبلٍ من جليد يتقن عزلته
كنا نستعد لأن ننزلق في خرابٍ كونيٍّ
نَزِقٍ ومباغت
نصعد فيه برخاوة لربوة آلامنا
لكنكِ انشغلتِ بجسدك عن بكاء أصابعي
فضلاً عن أن غشاوة الصقيع
أفقدتني تماما قدرتي على التغابي
كضرورةٍ وجودية لتحَمُّل العالم
ومسامحة من تصورت دائما
أنهم أحبابي
حيال هذا المصير الهزيل
أدركتُ أن كل ما مضى لم يكن حلما
وليس ثمة شئ عند المنحدر
سوى هذه الصرخة المديدة الحادة
التي تشطر المراكب.
مثل نملة تعبر جسرا
كنت أفكر في وداع مؤجل
وقد أطفأت شمعدان بيتي
وأوثقت بالحبال قاع البحر
في هذه الصحراء
عاريا بين الرمل والنجوم
أنعشُ موتي بغناء الضفادع في المستنقعات
ووقْع الأيائل فوق الصخور
أثقب قميصي بنار سيجارتي
لا أفكر في شيء مطلقا.. لا في السماء
ولا في الأرض
لم أكن شجرةً في حديقة العالم.. ليَبكيني أطفاله
وهناك امرأة تنتظرني وراء التل
لكنني بشهوةٍ بربرية
أُهرِّب وحدتي
أتوارى كنقطة باهتةٍ.. تحت الأفق
وأحتفظ بقلبي المُمَغنط
بشهوة السؤال.

READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success