حَضْرةٌ صوفية.. ونبيذٌ مغشوش Poem by Ashraf Elgmmal:

حَضْرةٌ صوفية.. ونبيذٌ مغشوش

حينما كنت صغيرا
كنت أمسك بجلباب أبي
أسير وراءه حيث سار
ذات يوم انفلتت قبضة يدي
تُهْتُ في زحام المدينة
خطفتني نسور طائشة
وألقتني بين الجبال القاحلة في وديان مهجورة
جرفتني أمواج البحر
مع الأسماك الصغيرة إلى محيطات عمياء
كبيرةٌ.. وواسعة
نَبَتُّ كزهرة على أطراف غابة
شاركت اللصوص سرقة تاجرٍ عجوز
رقصتُ مع عاهرةٍ في الحانة
بعد أن قتلتُ قائدا روسيا
في معاركَ بالشيشان
طوّحتُ رأسي مع الدراويش
في حَضْرةٍ صوفية مصغيا لقصائد الحلاج
هربتُ مع سجينٍ من حُكمٍ بالإعدام
على ظهر مركب متجهة لأوكرانيا
أسلمت جسدي لعرّافة كردية
لتُخرِج منه جنيّةً تعشقني
مارست الجنس مع راهبة في كنيسة بقبرص
ذهبت إليها ذات ليلة لأعترف بذنوبي
صاحبتُ الهنود الحمر في قنصهم للوعول
عبدتُ النار في معبد مجوسي ودهنت جبيني بزيتها المقدس
رتّلتُ ترانيم بوذا وراء كاهن ضرير
تزوّجتُ إفريقية سمراء في قبيلة لا يسكنها إلا العرايا
شربتُ نبيذا مغشوشا على فراش فتاة فرنسية
مغرمة بالمعرّي
وحواديتي عن الجنس, والسهروردي, ومغامرات السندباد
تجوّلتُ بجيتار في شوارع روما
محتالا لجمع أموال ذوي القلوب الرقيقة
بكيت أمام جثة عشيقتي الهندية
وهم يحرقونها فوق كومة من الخشب
مشيت في جنازة جندي فيتنامي
ضحّى من أجل وطنه
وزوجته الثكلى باكيةً تتعلق بذراعي
اشتركت في مظاهرة لعمال المناجم جنوب هولندا
سرّبتُ أسرارا عسكرية لصواريخ أمريكية عابرةً للقارات
وطاردني جنود مجهولون في غابات الأمازون
خطفني قراصنة الكاريبي
وباعوني عبدا
بعد أن اغتصبوا صديقتي أمام عيني
بلاد كثيرة ودّعتني وهي تبكي
وبلاد كثيرة بصقت على روحي
كيف بعد ذلك كله
يمكنني أن أجدك يا أبي
وأنت لم تزل..

أبانا..
الذي..
في
السموات.

Sunday, October 26, 2014
Topic(s) of this poem: friendship
COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success