بلادي الحزينة Poem by Ashraf Elgmmal:

بلادي الحزينة

هذه المحطة..
لن ننتظر طويلا عليها
بحيث نفكر في قصة حب مثاليةٍ وخالدة
حقائبنا المحشوة بالذكريات ليست دليلا
على أن أيامنا كانت ذات جدوى
أرواحنا المليئة بالثقوب
لا تعني أيضا أننا غرقنا
فقط لم نكن قادرين على الإبحار
نحن الذين تمنينا البحر
فمات قبل أن يصل إلينا
رحل.. قبل أن يودعنا
مثلكِ أيضا.. كنت مجهدا ومريضا
وجهي شاحبٌ
وعروقي نافرةٌ
وعيناي غائرتان كقبيلتين هلكَ أهلهما
كان جسدي لا يستطيع أن يفكر في محبةٍ
تجر القوافل لنبعٍ كاذبٍ
لا يستطيع أن يؤلم العشب الذي بات منفيًا
بوعود الأنهار
لكنكِ أردتِ أن تختبري ملح الحياة
على شفتيّ
كانت المسافة بيني وبين نهديك قريبة جدا
وكانت شجونهما تمنحني أنس قصيدةٍ تشبهني
للدرجة التي تصوّرت فيها أنني مريض نفسيا
كيف يمكن لرجل طبيعي أن يبتهج
لحزن يتيمين مثلهما
فيما كانا يتطلعان إلى عينيّ كأبٍ يلوذان بحنانه
وينتظران من شفتي ما ينتظر الغريب من أهله
وما يعوّل عليه أولو الأرحام من رأفة ومودة
أنا حزين جدا
لأنني لم أفهم نهديك بهذا النبل الذي يستحقانه
ولم أدرك أن شفاهك أجمل طفلة رأيتها في حياتي
وأنه كان ينبغي أن يصحبها قلبي
برحمة تليق بحنانها الزائد
وبلطف جدير بعفوية نجواها
لكنني كالعادة كنت همجيًا
أقذف النوافذ بالذكريات والحجارة
وأنا ألمح طيوري تسقط برصاصة وراء أخرى..
أمزق ظلّي على الطرقات
ولا أسمح للأرصفة أن تصرخ وهي تتألم
مكتفيًا بدمعتين ساخنتين تسيلان على جيدكِ
وأنا أهمهم إليه بأنني أحبه
ناسيا أن لغمًا واحدًا تحت الرمل
يمكن أن يقتل جيشا من الذكريات
كان يعبر بيني وبينك
يمكن أن يدمر آخر عربة تحمل
ما تبقّى لنا من أحلام في منفى كهذا
لم أكن أعتقد من وراء هذا الخراب
أنني أقدر أن أحبك
لم أكن أتصور بعد ألف مرة متُ
أنني أستطيع أن أعيش..
هذا ما تصنعه الحكمة
برجل لم يُخلَق
إلا ليكون طفلا..
بامرأة لم تُبدَع
إلا لتكون... على أية حال
بلاده الحزينة.

Wednesday, November 26, 2014
Topic(s) of this poem: love
COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success