الغد لنا Poem by إيليا أبو ماضي

الغد لنا

تبدّل قلبي من ضلالته رشدا {#spc} فلا أرب فيه لهند و لا سعدى
و لم تخب نار الوجد فيه و لا انطوت {#spc} و لكن هيامي صار بالأنفع الأجدى
و ما الزهد في شيء سوى حبّ غيره{#spc} أشدّ الورى نسكا أشدهم وجدا
أحبّ سواي العيش لهوا وراحة {#spc} و انكرته لهوا فأحببته كدّا
و ما دام في الدنيا سمو ورفعه {#spc} فما أنا من يرضى و يقنع بالأردا
هو الموت أن نحيا شياها وديعه {#spc} و قد صار كلّ الناس من حولنا أسدا
و أن نكتفي بالأرض نسرح فوقها {#spc} و قد ملكوا من فوقنا البرق و الرعدا
و أن ينشروا في كلّ أفق بنودهم {#spc} و أن لا نرى فوق السّماك لنا بندا
تأملت ماضينا المجيد الذي انقضى {#spc} فزلزل نفسي أنّه انهار و انهدا
و كيف امّحت تلك الحضارات كلّها {#spc} و صارت بلاد أنبتتها لها لحدا
و صرنا على الدنيا عيالا و طالما {#spc} تعلّم منا أهلها البذل و الرفدا
و نحن الألى كان الحرير برودهم {#spc} على حين كان الناس ملبسهم جلدا
إذا الأمس لم يرجع فإنّ لنا غدا {#spc} نضيء به الدنيا و نملأها حمدا
و تلبسنا في الليل آفاقه سنا {#spc} و تنشرنا في الفجر أنسامه ندّا
فإنّ نفوس العرب كالشهب ، تنطوي {#spc} و تخفى ، و لكن ليس تبلى و لا تصدا
و مثل اللآلي لا يخيس جمالها {#spc} و إن هي لم ترصف و لم تنتظم عقدا
إذا اختلفت رأيا فما اختلفت هوى ،{#spc} أو افترقت سعيا فما افترقت قصدا

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success