أصنام حزينة يمكن أن تُقدّسنا - أشرف الجمال Poem by Ashraf Elgmmal:

أصنام حزينة يمكن أن تُقدّسنا - أشرف الجمال

وها أنا ذا أتذكر في الصفحة الأخيرة
أولئك الذين شاخوا ونحن نتأهب للصِّبا
ما أكثر من نتركهم نائمين من الناس لسنينَ خَلَتْ
ثم يعودون مع هذه الجَلبة للحجارة التي يُدحرجها البحرُ
مع صرير عجلات قطارٍ يمضي بنا ولا نعرف إلى أين
إنهم موتى تائهون في كواكب النسيان
شعبٌ بأكمله من الرجال والنساء / غائصون في الأحلام المزعجة
وفي هجرة العناكب بين الشقوق البعيدة في منافي الروح
أطفالٌ بلا رؤوسٍ يستديرون يميناً ويسارا
امرأة قُطِعَ حبلُها السُّري عن ثلاثة صغارٍ
محرومين من مائدة عائلية يلتفون حولها
ذاك الحبل السُّري الذي يربط بين جيلٍ وجيل
ويلقّن دماءنا طبيعة الأدوار التي ينبغي أن نقوم بها
الحياة غالبا ما تُثمِّن أعمالنا البسيطة كتعويضٍ أدبي عن تَنَيُّحِ الصلصال
وهناك من يعتقد أن من دونها ربما صار العالم خرابا
وربما يحدث خللٌ كونيٌّ لو تخلّينا عن هذه الأدوار التي نعيش من أجلها
من الفيزيائي الذي يفك شفرة المجرة
إلى كنّاس الأرصفة
الجَرَّاح الذي يزرع كَبِدا في جسدٍ يوشك على الموت
و الراعي الذي يسهر على خرافه
نحن أوفياء لهذه الوشائج التي تربطنا بسُّرَّةِ الأرض
نبعث في أجسادنا الأساطير القديمة ونخلق أصناماً حزينةً يمكن أن تُقدِّسَنا
نضيء فوانيس محترقة ونسمّيها قصصاً غرامية
نتسافد في المخادع باحثين عن الخلاص
ونثأر من الموت في خرائط أجسادنا
ماذا يفيد الجدل في العقائد
إنكم جميعا مصيبون
المؤمن والكافر
رجل الحرب ورجل السلام
اللص والقدّيس
العالم مجرد فوضى نخلع عليها من تصوراتنا
ما يُحيلها نظاما
لقد استمعتُ إلى قلبي قبل أن أُدِينَهُ
كُنّا جميعاً غصونَ شجرةٍ واحدة
صِرنا عبيداً وسادةً
ذئابأ وحِمْلانَ
ربما لهذا السبب بات العالم صُدْعاً نازفا
أرخبيلاً من المواجع التي لا تكفُّ عن العواء
لم أعد أفكر في السماء البعيدة
لأن لي روحاً منبوذةً من أقطارها
أنا بحاجة للغةٍ جديدةٍ أتحدثها
وعينٍ صَديقةٍ ترى الكلاب تطير
والشجرةَ تموء وتلحس غصونها
والنساءَ مجرّدَ نجومٍ تحترق
قبل أن تلمس مدار الروح
أحتاج أن أتعرف إلى قلبي..
مثلما تتعرف الأرضُ الغريرةُ
إلى حبة القمح
أتكلم مع الله
وأُحَاجِج الرملَ الصَموت
والصبَّارَ الخَلِيَّ في المقابر
بأنه لم يكن لي.. عدوٌّ واحدٌ في هذا العالم.

READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success