خطابات للموتى - أشرف الجمّال Poem by Ashraf Elgmmal:

خطابات للموتى - أشرف الجمّال

ولأنكِ امرأةٌ تُصدّق بيقينٍ أعمى
أنها ترى ما وراء عظامي
فإنك لن تدركي كيف كنتُ أفكر حين رحلتْ القافلةُ
وضللتُ طريقي
وستسقطين في شَرَكِ هذه المفردات الزلقة
كما يتعثر الحجلُ في كُرةٍ من الخيوط
كما يَرتبِكُ قرموطٌ صغيرٌ في بِركةٍ من الوحل
يمكنكِ أن تعتبري كل ما سأبوحُ به هنا خارج النص
أَصْدقُ اعترافاتي هي ما أُوهِمُ الآخرين بأنها مجرّدُ شِعرٍ
مجازاتٍ ورموزٍ أريد أن أقول من ورائها شيئاً آخرَ
إنني لا أبحث عن الحب.. كما تتقنّع قصائدي
ولا أفكر في علاقةٍ جنسيةٍ في بيتٍ تأكلهُ الحرائقُ
ولا أكتب من أجل امرأةٍ يلتهمها شبقُ مفرداتي
لقد عشتُ حياتي كلها كطائرٍ نصف مختنقٍ
يحاول أن يدفع قارباً بجناحيه
لكي يمضي قُدُمَا
لقد فعلتُ أشياءَ سيئةً ربما لا تُتوقع
لكنني أستطيع أن أقول هناك جرائم يدي بريئةٌ منها تماما
لم أبِتْ على فراش زانيةٍ قط
لم أقتل
لم آجلس على موائد الآثمين أتقاسم لحم فقراء مدينتي
ومع ذلك أنا أكثر تَشوُّهاً من صخرةٍ غارقةٍ في محيط
وأكثر رهافةً وعُرضةً للموت
من سمكة سالمون تَعبرُ شلالاً
لقد حلمتُ مثل صبارةٍ وحيدةٍ في صحراء
وكتبتُ خطاباتٍ كثيرةً للموتى
متعطشاً لحياةٍ بلا مهانةٍ
كما تتعطش لبلابةُ للماء.. على سور قبرٍ مهجور
ضَيّقٌ جداً هذا الوقت المتبقي من عمري
لا يتسع لأقوالٍ كاذبةٍ تبحث عمن يحتويها
لأنه لا شيء عندي لأخسره
ولا أنتظر من أحدٍ شيئاً
لا أفكر حين أغرس غصناً
إن كان سيصيرُ شجرةً
أم أن الحطابين سيمرّون من هنا
ومثل كل ليلةٍ.. ستعبر القوافلُ خيامَ هذا الوادي
وسيحاول المسافرون - بقليلٍ من المحبة - أن أذهب معهم
وبكثيرٍ من الامتنان سوف أودّعهم
إنني أعذرهم..
/
الرملُ والليل كلاهما متواطئان
لفهمٍ أكثرَ عُمقاً
لطبيعة روحي

READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success