الليل Poem by عاشور فني

الليل

مضى كل شيء إذن
لم يعد أحد يلتقي أحدا
أغلق الناس أبوابهم واستراحوا
ولم يتركوا كوة في نوافذهم
يتسلل منها الضياء
كأن النهار الذي كان ما بيننا لم يكن
لماذا إذن تتسلل نحوي حمامة
هذا المساء
وقد أغلقت دونها الشرفات
وكل شقوق الوطن
على وجهها بسمة المتعبين
وحزن اليتامى
وغصن من الدمع في جفن أم شهيد
تحركه نسمات الشجن
مضى كل شيء
ولم يلتفت أي شيء إلى أي شيء
ولم يبق من مرح الخطوة القزحيِّ
سوى ليل مقبرة , وصباح كفن
(.. خطا شبح خطوة
ثم قَدَّمَ أخرى إلى جهة في الظلام
فألقت به خلف سور الزمن
كأني هنا منذ يوم القيامة أنتظر السندباد
وأبحث عن جهة للرياح
وعن مرفأ للسفن
كأن جميع الدروب تؤدي إلى صخرة
والمدى يتفتح عن هوة لا قرار لها
فإلى أي (روما) تهاجر هذي القرى والمدن
كفى.. لا تخن أيها القلب
كيف أصدق زاوية في الطريق
وأنسى الصباح الذي مد قاماتنا
(شجرا في (الفرات
و(فاطمة) في الجبال
(ومئذنة في (عدن
تكسرت الأغنيات على شفتي
جرَّحتني عذوبتها
فارتعشت
وما كنت يوما سوى رعشة في وتر

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
عاشور فني

عاشور فني

الجزائر
Close
Error Success