أولوية Poem by مالك حداد

أولوية

أبدًا لن تَضِلَّ الأغنيةُ التي
تحكي عن أفولِ أزمنة الشّقاء أخيرا
وفي قناعتي، وفي النّهار الذي يبزُغ
للزهورِ وللقتالِ الفضيلةُ نفسُها
أرغبُ في تعبئة الوردةِ والجَبل سواء
بدءًا، الأولويةُ للأغنية العادلة
بدءًا، الأولوية للصّبح الشّامخ
الأولوية أينما كُــنّا، لأغاني الحياة
بدءًا، الأولوية للسّماء التي تُــنْتَهَك
بعدها، أعِدُكم بأن يعثُرَ قلبي المهذّب الذي أحمله
على الكلماتِ المخبّأةِ في صدري
كي ينيرَ العيونَ الباسمةَ في رموشِ رؤَى صبابةٍ
أزهرتْ من أجل الطّفولة
بعدها، أعدكم بأنني سأتحدث إليكم عن عيوني
دون مُداراةٍ، دونَ بكاء
بعدها، أعدكم بأنْ أُواجِهَ عيوني
بما كانت تغنّيه عيونكُم لي
حين كانت تسهوا في رؤاها بعيدا
أعدكم بكلماتٍ نحكيها أيّام الآحاد
كلمات، لأطفالِ كلماتٍ ألوانُها من سلام
غير أنّ الشوكة التي ترقد وسط الونكة
أرادت لقلميَ المثخنِ حبًّا أن يكون على شاكلةِ سيف
بعدها، أعدكم بأن تنال كلَّ قيثارةٍ
أفضليّتي
بعدها، أعدكم بكلماتٍ ننْظِمها
ونحن نصطادُ أغاني الحبّ
لكنْ في الوقت الراهن
الأولوية
الأولوية، للحاجيات الضروريّة
سأخلق أكاليل الغار
حين تصير الجزائر سعيدةً
بعدها، أعدكُم بأنّ كلّ شهر مايو
لن يقول قالمة والثّامن من مايو خمسة وأربعين
بعدها، أعدكم بأنْ أتحدّث إليكم عن الزنابق
حين يتخليا، الدّمُ والحمرةُ عن اللّون الموحّد
أعدكم بالفَرندول
بأغنامٍ زرقاءَ وزعترٍ بريّ
بحمائمَ حبٍّ في سماء مرسومة
بقيثارات تضحكن في وجه اليرقات المضاءة
في البلدِ المحرّر
ولكنْ... ولكنّه ميقات الدبّابات
ميقات البنادق
ولَئن حملتْ أشعاريَ السّلاحَ
فلأنّ المُلجِئة
وهي تتناسى أن تصير ماريان
لم تعد مغرية بتنّورتها القصيرة
فلأنّ مدينتي يسخَر فيها كل جسر
من الهاوية، قبل أن يعود ويملأَها
لأنّ مدينتي، تنصتُ إلى صدى مدافع 'وادي الرّمال
ولأن شجني يعصره الحزن عند حقول القمح
تمنيتُ لو أنّي حشدتُ القافيةَ والجدولَ
اليوم، كفّ الرعاةُ عن الذهاب إلى السّهل
اليوم، تخلّى الرعاة عن قطعانهم
اليوم، لم تعد الأغاني ساحرة
فخورٌ أنا بأن أكون فخورا بهذه الفرحة الكبيرة
بأن أعرف، أن نغْماتي التي تلازمني، هي الآن بين النُّجوم
فخور أنا بأن أكون فخورا بهذا المجد الكبير
بأن أعرف، أن نغماتي التي تلازمني، تحيط بها الآنَ النجوم
أنا لا علاقة لي بأي شيءٍ
أو ببعض منه فقط
بدءا، الأولوية
أريد أن أحشُدَ الوردةَ والجبل
أيُّها الشّعر النّاهض
إنني أقدّم إليكَ ابتسامتي
وأمدُّ إليك
بمولوديَ الجديد
وأتقدّمُ أمام الآخرين
بهذا التوازن التقريبي
بين ازدرائِيَ الذي عاهدتُ به نفسي
وموهبةِ الخارجين عن القانون

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
مالك حداد

مالك حداد

الجزائر
Close
Error Success