أحزان الشباب Poem by نازك الملائكة

أحزان الشباب

يا هموم الشباب فيم تكوني ن{#spc} أحرّ الهموم والأحزان ؟
أنت يا من يصوغك القدر الظا لم{#spc} ليلا على الوجود الفاني
فيم لا تعصرين إلا صبانا {#spc} حسبنا يا أحزان ما ذقناه
سوف يطوي شبابنا الزمن المس رع{#spc} والحلم ينطفي ويضيع
فاتركينا رحماك ننعم به الآ ن{#spc} لننسى ما في غد سيكون
قبل أن تخمد الأماني ويفنى {#spc}في الدياجي شبابنا المغبون
أينما أتجه فثمّة أحزا ن{#spc} أراها ووحشة ووجوم
كلّ شيء أراه يملأني حز نا {#spc}ويأسا من مبهجات الحياة
ومعاني الفناء ألمحها{#spc} حو لي في كل ما تراه عيوني
في دوّي الرياح في نغم الطي ر{#spc} وفي ظلمة المساء الحزين
ورأيت القبور تحت يد الري ح{#spc} وصوت الأمطار والأنواء
وإذا غنّت الحمامة في الوك ر{#spc} تبرّمت بالنشيد المثير
وإذا أقبل المساء ولفّ ال كون{#spc} بالصمت والدجى والهموم
وحملت العود الكئيب إلى الوا دي{#spc} أغنّي شعري لضوء النجوم
كم شعوب غنّت له فمحاها {#spc} وهو ما يزال في ربيع صباه
نحن تحت الليل العميق ضيوف {#spc}وقريبا تدوسنا قدماه
أين أمضي يا ربّ أم كيف أنجو{#spc} من قيود الفناء والأيّام ؟
ضاق بي العالم الفسيح فيا لل هول{#spc} أين المفرّ من آلامي ؟
ويبيع الحياة بالمتع الحم قاء{#spc} والإثم والأذى والغرور
ويرى اللهو في الحياة أماني ه{#spc} ويدعو الخيال والشعر حمقا
ولأعش في ظلال وحدتي الخر ساء{#spc} أبكي ولا مصيخ إلّيا
لا فؤاد ابثه المي المرّ {#spc} ولا خافق يحن علّيا
وعبرت الحياة كالشبح الضل يل{#spc} في غيهب الوجود الفاني
يا ظلال الشباب فابقى إذا شئ ت {#spc}معي أو فاسرعي بالرحيل
سوف أبني إذا رحلت شبابا {#spc} لفؤادي أعيش تحت سمائه
من رحيق الخيال والشعر والأن غام{#spc} أسقي الزهور في أرجائه
فليضع عمري الحزين كما شا ء{#spc} فعندي من الشعور حياة
فإذا أدبر الشباب وآوي ت{#spc} لظلّ المشيب والأسقام
ثم ماذا ؟ من قال إنّي سأبقى{#spc} في الوجود الحزين يا آمالي
كيف أدري أنّي سألبث فيه{#spc} ربما متّ في صباي الحالي
قبل أن أسمع الحياة أناشي دي{#spc} ويصغي سمع الوجود إليّا
ربّما .. لست أعلم الآن شيئا {#spc} فلأعش في انتظار ما سيكون
ولتجىء بعدها المنايا كما تر جو{#spc} فما في الوجود ما يغريني
لست ألقى فيه حياة أغنّي ها{#spc} فيا بؤس عمري المغبون
أو لم أرض عزلتي في ظلال الش عر{#spc} والعود والخيال الطهور
فإذا ما أتممت لحني كما{#spc} أه وى فماذا أريده من حياتي ؟
سوف ألقى الموت المحّبب روحا {#spc}شاعريا يحبّ صمت التراب
وفؤادا يرى الممات شبابا {#spc} للمنى والشعور أيّ شباب
وعزائي أنّي تركت ورائي {#spc} لحني السرمديّ ملء الوجود
لست وحدي التي تموت وما{#spc} زا لت شبابا لم تسقه الأنداء
أذبلت عمرهم يد القدر الجا ني{#spc} وكانوا نشيد هذي الحياة
يسكبون الشباب والحبّ والأح لام{#spc} لحنا مرقرق النغمات
وإذا عاصف المنايا المدوّي{#spc} يتعالى على لحون الغناء
يا يد الموت فيم كان نصيب الش اعر{#spc} الفذّ منك هذا التجنّي ؟
ألكي تكتبي الخلود لذكرا ه {#spc}على الأرض وهو غضّ يافع ؟
أم لكي تنقذيه من شجن العز لة{#spc} والفكر والأسى والمدامع ؟
فتضّمين للدجى والمنايا كلّ شاد {#spc}في الأرض أو عبقريّ
أم ترى سنّة الوجود ترى ما ليس{#spc} يدري الأحياء أو يدركونا
وسواء على المقادير موت الش اعر{#spc} الفذّ في الصبا أو حياته
فهو جسم على الثرى بشريّ{#spc} ضيّعته أحلامه وشكاته
وإذا عاش ما يشاء فما لل موت{#spc} في عمره الطويل يدان
نبئيني أهكذا الأمر يا أق دار{#spc} أم ضللت في أفكاري
ليس تعنيه هذه الزهرة الحل وة{#spc} ما دام في يديه سواها
وهو يجني منهنّ ما هو دان {#spc}منه ما دمن في الشّذى أشباها
أكذا تتركين حكمك للصد فة{#spc} ؟ يا للشقاء والتنكيد
كلّ حيّ منا إذن ليس يدري {#spc}ما سيلقى في يومه من شقاء
فهو يحيا على شفا الألم الرا ئع{#spc} منذ الشروق حتى المغيب
كلّ يوم يقول : حان رحيلي{#spc} يا لهذا العمر الشقيّ الكئيب
حين ينجو الحيّ الشقيّ من الخو ف{#spc} ويفنى في داجيات الفناء
تاركا هذه الحياة وما في ها{#spc} من الزيف والأسى والظلام
لست وحدي التي تموت وما {#spc}زا لت شبابا لم تسقه الأنداء
تعست هذه الحياة فكم قد{#spc} مات في ميعة الصبا شعراء
أذبلت عمرهم يد القدر{#spc} الجا ني وكانوا نشيد هذي الحياة
يسكبون الشباب والحبّ والأح لام{#spc} لحنا مرقرق النغمات
ويضيعون عمرهم وصباهم {#spc}ليصوغوا الحياة لحن صفاء
وإذا عاصف المنايا المدوّي{#spc} يتعالى على لحون الغناء
يا يد الموت فيم كان نصيب {#spc}الش اعر الفذّ منك هذا التجنّي ؟
فيم لا تطفئين إلا مناه ؟ وهو {#spc}في ميعة الشباب الأغنّ ؟
ألكي تكتبي الخلود لذكرا ه {#spc}على الأرض وهو غضّ يافع ؟
أم لكي تنقذيه من شجن العز لة{#spc} والفكر والأسى والمدامع ؟
أم ترى تبخلين بالنغم العذ ب {#spc}على العالم الأثيم الشقيّ
فتضّمين للدجى والمنايا {#spc}كلّ شاد في الأرض أو عبقريّ
أم ترى سنّة الوجود ترى ما ليس{#spc} يدري الأحياء أو يدركونا
فهي تسري كما تشاء المقادي ر{#spc} وتصمي شبابنا المطعونا
وسواء على المقادير موت الش اعر{#spc} الفذّ في الصبا أو حياته
فهو جسم على الثرى بشريّ {#spc} ضيّعته أحلامه وشكاته
فإذا مات في صباه فما {#spc}اختا رته كفّ المنون للأكفان
وإذا عاش ما يشاء فما لل موت{#spc} في عمره الطويل يدان
نبئيني أهكذا الأمر يا أق دار{#spc} أم ضللت في أفكاري
أترانا كالزهر يقطفه الفلاّ ح {#spc}في الفجر شاردا غير دار ؟
ليس تعنيه هذه الزهرة الحل وة{#spc} ما دام في يديه سواها
وهو يجني منهنّ ما هو دان منه {#spc}ما دمن في الشّذى أشباها
أكذا يا أقدار ؟ ما أخيب المس عى{#spc} إذن في ظلام هذا الوجود
أكذا تتركين حكمك للصد فة{#spc} ؟ يا للشقاء والتنكيد
كلّ حيّ منا إذن ليس يدري {#spc} ما سيلقى في يومه من شقاء
ربما كانت المنّية في أوّ ل{#spc} ساع النهار أو في المساء
فهو يحيا على شفا الألم الرا ئع {#spc}منذ الشروق حتى المغيب
كلّ يوم يقول : حان رحيلي {#spc}يا لهذا العمر الشقيّ الكئيب
أفليس الممات في ميعة العم ر{#spc} إذن نعمة على الأحياء
حين ينجو الحيّ الشقيّ من الخو ف {#spc}ويفنى في داجيات الفناء
تاركا هذه الحياة وما في ها {#spc}من الزيف والأسى والظلام
بين كفّ الرياح والقدر العا تي{#spc} ونوح الشيوخ والأيتام

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success