البحث عن السعادة Poem by نازك الملائكة

البحث عن السعادة

قد بحثنا عن السعادة لكن {#spc} ما عثرنا بكوخها المسحور
أبدا نسأل الليالي عنها {#spc} وهي سرّ الدنيا ولغز الدهور
طالما حدّثوا فؤادي عنها {#spc} في ليالي طفولتي وصبايا
طالما صوّروا لعينيّ لقيا ها{#spc} وألقوا أنباءها في رؤايا
فهي آنا ليست سوى العطر{#spc} والأل وان والأغنيات والأضواء
ليس تحيا إلا على باب قصر {#spc} شيّدته أيدي الغنى والرخاء
وهي آنا في الصوم عن متع الدن يا {#spc}وعند الزّهاد والرهبان
ليس تحيا إلا على صخر {#spc}المع بد بين الدعاء والإيمان
وهي حينا في الإثم والمتع الدن يا {#spc}وفي الشرّ والأذى والخصام
ليس تصفو إلا لقلب دنيء{#spc} لآئذ بالشرور والآثام
وهي في شرع بعضهم عند راع{#spc} يصرف العمر في سفوح الجبال
يتغنى مع القطيع إذا{#spc} شا ء تحت الشذى والظلال
وهي في شرع آخرين ابنة العز لة {#spc}والفنّ والجمال الرفيع
ليس تحيا إلا على فم غرّي د{#spc} يغني أو شاعر مطبوع
وهي حينا في الحبّ يلهمها{#spc} سه م كيوبيد قلب كلّ محبّ
ليس تحيا إلا على شفة العا شق{#spc} يشدو حياته لحن حبّ
حدّثوني عنها كثيرا ولكن {#spc}لم أجدها وقد بحثت طويلا
لم أزل أصرف الليالي بحثا {#spc}وأغّني بها الوجود الجميلا
مرّ عمري سدى وما زلت أمشي {#spc}فوق هذي الشواطىء المحزونه
لم أجد في الرمال إلا بقايا {#spc}ال شوك! يا للأمنية المغبونه
أين اصدافك اللوامع يا شطّ إذن{#spc} أين كنزك الموعود؟
هاته رحمة بنا ,هات كنزا {#spc}هو ما يرتجيه هذا الوجود
هاته حسب رملك البارد القا سي{#spc} خداعا لنا وحسبك هزءا
يا لحلم نريد منه اقترابا {#spc} وهو ما زال أيّها الشطّ ينأى
لم تعد قصّة السعادة تغر يني{#spc} فدعني على شاطىء الآهات
عبثا أرتجي العثور على الكن ز{#spc} فلا شيء غير صمت الحياة
أين من هذه الحياة ابتساما ت{#spc} الأماني ونشوة الأفراح؟
كيف يحيا فيها السعيد وليست {#spc}غير بحر تحت الدجى والرياح
طال بحثي يا ربّ أين ترى {#spc}ذا ك السعيد الجذلان أين تراه؟
ليس حولي إلا دياجير كون{#spc} ليس يفنى بكاؤه وأساه
كل يوم ميت يسير به الأح ياء{#spc} باكين نحو دنيا الظلام
يا لأسطورة الخلود فما {#spc}الخا لد غير القبور والآلام
يا دويّ النواح في الأرض أيّا ن{#spc} يكفّ الباكون والصارخونا؟
ومتى ينتهي الشقاء متى {#spc}ير تاح كون ذاق العذاب قرونا
عالم كلّ من على وجهه يش قى{#spc} ويقضي الأيام حزنا ويأسا
جرّعته السنين حنظلها المرّ {#spc}فعاف الحياة عينا ونفسا
إيه أسطورة السعادة هاتي{#spc} حدّثيني عن سرّك المنشود
أين ألقاك؟ أين مسكنك المر موق؟ {#spc}في الأفق أم وراء الوجود؟
سرت وحدي تحت النجوم طويلا {#spc} أسأل الليل والدياجير عنك
أسفا لم أجدك في الشاطىء الصخ ريّ{#spc} حيث المياه تفتأ تبكي
حيث تبقى الأشواك والورد يذوي{#spc} تحت عين الأيّام والأقدار
حيث يفنى الصفاء والليل يأتي{#spc} بجنون الأنواء والأعصار
حيث تقضي الأغنام أيّامها غر ثى{#spc} ولا عشب في جديب المراعي
أبدا تتبع السراب وتشكو {#spc}بخل دهر مزّيف خدّاع
حيث يحيا الغراب, والبلبل المو هوب{#spc} يهوي في عشّه المضفور
ويغّني البوم البغيض على الدو ح{#spc} ويثوي القمريّ بين الصخور
حيث تبقى الغيوم في الجوّ رمزا {#spc} لحياة سوادها ليس يفنى
حيث تبقى الرياح تصفر لحنا {#spc}هو سخرّية المقادر منّا
حيث صوت الحياة يهتف بالأح ياء {#spc}: ماذا تحت الدجى تبتغونا؟
انظروا كلّ ما على الأرض يبكي {#spc} فأفيقوا يا معشر الحالمينا

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success