الصيف Poem by Abdullah alHemaidy

الصيف

الصيف
نحن الآن في منتصف الصيف وهو وقت الحرّ في الزمان ربع السنة (ثلاثة أشهر من كل سنة) لذلك يسمى الحميم والقيظ هو صميم الصيف. ويدخل في الشهر السادس من السنة الشمسية وهو شهر حزيران (يونية) عند حلول الشمس برج الحمل. ويبدأ من 21 يونية/ حَزيران، وينتهي في 22 سبتمبر/ أيلول. وله سبعة أنجم كل نجم حوالى 13 يوم. ونجومه هى الشَّرطانِ، والبطينُ، والثُّريَّا والدَّبرانُ، والفقعةُ، والهنعةُ، والذِّراعُ. الصيف هو موسم فيضان النيل في مصر والسودان ويكثر في الناس هناك نوع من الإلتهاب في الجلد يسمى حمو النيل.
الثُّريا تصغير ثروى. وأصلها منَ الكثرةِ. وسمَّيتِ بذلكَ لكثرةِ عددِ نجومِها. ومنهُ الثَّراءُ كثرةِ المالِ. والثريا منظرها جميل في السماء. ومنها جاءت تسمية المصابيح المعلقة في الأسقف ثريات.
هذه النجوم تسمى أنواء جمع نوء. والنوء هو نجم يطلع من جهة الشرق كل يوم قبل شروق الشمس بحوالى 40 دقيقة بعد صلاة الفجر بقليل يمكن مشاهدته بوضوح. ويظل صاعدا في قبة السماء حتى وقت الغروب في نفس اليوم ليسقط جهة المغرب ويمكن مشاهدته عند الغروب ويصعب مشاهدته أثناء النهار بسبب الشمس. ويستمر طلوع وسقوطُ كلِّ نجمٍ منْها مدة ثلاثةَ عشرَ يوماً. وانقضاءُ الثَّمانيةِ والعشرينَ معَ انقضاءِ السَّنةِ. ثمَّ يرجعُ الأمرُ إِلَى النَّجمِ الأوَّلِ فِي استئناف السَّنةِ المقبلةِ. إذن السنة لها 28 نجما أو نواً كل فصل من فصول السنة له 7 أنجم. والبعض يعتقد أن للنجوم أو الأنواء علاقة بالأمطار. في الواقع الأمطار لها علاقة بالشمس والمحيطات والرياح. قال الشاعر:
أراقتْ نجومُ الصَّيف فِيهَا سِجالَها * عِهاداً لنجم المَرْبَع المتقدّمِ
عهاد وصف للمطر أى مطر متتابع العهد، لا تجف الأرض من ماء المطر حتى ينزل آخر وعادة ما يكون خفيفا وإن كان مستمرا بدون إنقطاع يسمى ديمة وإن كان خفيفا يسمى هتان عادة لا برق ولا رعود معه.
وقال الصنوبري:
إن كان في الصيف أثمارٌ وفاكهة فالأرضُ مستوقدٌ والحَرُّ تنورُ
وإن يكنْ في الخريفِ النخلُ مخترفاً فالأرض عُريانةٌ والأفقُ مَقْرورُ
ما الدهرُ إلا الربيعُ المستنيرُ إذا جاءَ الربيع أتاكَ النَّوْرُ والنُّورُ
فالأرضُ ياقوتةٌ والجوُّ لؤلؤةٌ والنبتُ فيروزجٌ والماءُ بلورُ
تبارك اللهُ ما أحلى الربيعَ فلا تُغْرَرْ فَقائِسُه بالصيفِ مغرورُ
والحياة أسها الماء ومصدره المطر. ومما يدل على سعة اللغة العربية وغناها قول الثعالبي عن أسماء المطر: إذا أحيا الأرض بعد موتها، فهو الحيا. فإذا جاء عقيب المحل أو عند الحاجة إليه، فهو الغيث. فإذا دام مع سكون، فهو الدّيمة. والضّرب فوق ذلك قليلا، والهطل فوقه. فإذا زاد، فهو الهتلان، والهتّان، والتّهتان. فإذا كان القطر صغارا كانه شذر، فهو القطقط. فإذا كانت مطرة ضعيفة، فهى الرّهمة. فإذا كانت ليست بالكثيرة، فهى الغبية، والحفشة، والحشكة. فإذا كانت ضعيفة يسيرة، فهى الذّهاب، والهميمة. فإذا كان المطر مستمرّا، فهو الودق. فإذا كان ضخم القطر شديد الوقع، فهو الوابل. فإذا انبعق بالماء، فهو البعاق. فإذا كان يروى كل شىء، فهو الجود. فإذا كان عامّا، فهو الجدا. فإذا دام أيّاما لا يقلع، فهو العين. فإذا كان مسترسلا سائلا، فهو المرثعنّ. فإذا كان كثير القطر، فهو الغدق. فإذا كان شديد الوقع كثير الصّوب، فهو السّحيفة. فإذا كان شديدا كثيرا، فهو العزّ، والعباب. فإذا جرف ما مرّ به، فهو السّحيقة. فاذا قشرت وجه الأرض، فهى السّاحية. فإذا أثرت فى الأرض من شدّة وقعها، فهى الحريصة. فإذا أصابت القطعة من الأرض وأخطأت الأخرى، فهى النّفضة. فإذا جاءت المطرة لما يأتى بعدها، فهى الرّصدة، والعهاد نحو منها. فإذا أتى المطر بعد المطر، فهو الولى. فإذا رجع وتكرر، فهو الرّجع. فإذا تتابع، فهو اليعلول. فإذا جاءت المطرة دفعات، فهى الشّآبيب. وأضيف الى الأسماء من لغة هوازن وغيرهم الرشاش بكسر الراء المطر الخفيف.
قَالَ ابْن مقبل:
بِيضٌ مَلاويحُ يوْمَ الصَّيْف لَا صُبُرٌ... على الهَوَانِ وَلَا سُودٌ وَلَا نُكُعُ
النكع الأحمر الداكن فيقال مثلا لوصف الشفاه الحمراء الداكنة. وأيضا هو جمع نكوع والنكوع القصيرة.
والصيف بدون تشديد حرف الصاد. أما إن شددت الصَّيْفُ فهى البومة أى الأُنْثَى من البُومِ.

Monday, August 18, 2014
Topic(s) of this poem: seasons
COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success