مات رشيد هل يموت الضياء Poem by صلاح لبكي

مات رشيد هل يموت الضياء

مات رشيد هل يموت الضياء {#spc} وهل تنال الشعرَ كفُّ الفناء
من يحسب الطيب دفيناً متى {#spc} جارت على الورد صروف القضاء
إذا يموت الورد يمضي الشذا {#spc} إلى جواءٍ خلف هذا الجواء
مات رشيد مثل موت السنا {#spc} ومصرع الشمس قيل المساء
من أفق تمضي إلى آخر {#spc} ذاهبة دائرة في الفضاء
العين لا تجري بمضمارها {#spc} ولا تجاري شأوها في الهواء
فلتحسب الأبصار حسبانها {#spc} ان غداً يضمن عود السناء
أحببتَ لبنان وأعليته {#spc} وصغت فيه الشعر حلو الرواء
وإن لبنان لفي مأتم {#spc} يبكيك فيه كل ظل وماء
وقَدك ما تبكيك أشياؤه {#spc} من علَّم الإِنسان معنى الوفاء
هجرت لبنانك لا كارهاً {#spc} ولا مجدّاً خلف صفر الطلاء
إن أخا الشعر ليرضى بما {#spc} يكفي أخاه الطير للارتواء
لكن شأن النسر تحليقه {#spc} وقصده أنّى يطيق الثواء
عشت غريباً وانقضت غربة {#spc} في الأرض هل من غربة في السماء
وكنت تعطي من يسير الذي {#spc} تلقى عطاء الحب تعطي الآباء
تعطي الورى أحلامهم والمنى {#spc} تعطيهم الوعد بدنيا الهناء
فهل تراك اليوم تجزى بما {#spc} أعطيت أم باقٍ عليك العطاء
يا واحداً من عصبة أزهرت {#spc} في العصر حتى قارب الكبرياء
الضاد تزهو حين تزهو بكم {#spc} إذ أنتم السبُّاق أهل اللواء
الحاملون الحق في مسرح {#spc} للجهل فيه دولة والرياء
جعلتم الإِحساس ربانكم {#spc} والقلبُ نبراس العقول الظماء
مهما أدلهم الخطب دون الهدى {#spc} يمضي ولا يخفى عليه الخفاء
يا قرب ما كنا زمان الصبا {#spc} ننعم من آثاركم بالرخاء
رواد ما خطت يراعاتكم {#spc} وعلَّمت كيف يكون السخاء
صنين هوّن بعض هذا الأسى {#spc} إنّا بما يشجي الأعالي سواء
هوّن فمن يبقى بآثاره {#spc} أطول من أي الرواسي بقاء
عمر الفتى من عمر ذكر الفتى {#spc} ما المرء في طلعته والرُواء
هوّن فلن تعدم إن بلبل {#spc} بح بديلاً منه صافي الغناء
كم من شتاء مر ثم اكتسى {#spc} السفح ربيعاً بعد ذاك الشتاء

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
صلاح لبكي

صلاح لبكي

لبنان / البرازيل
Close
Error Success