على هامش رسالة من بغداد Poem by سليمان العيسى

على هامش رسالة من بغداد

بَلى ، هذه قهقهات الرفاق {#spc} وعطْرُ الزغاريد في مسمعي
بَلَى ، هذهِ خطوات الفهود {#spc} تجُرُّ الصباحَ إلى المَطْلعِ
بَلَى ، يا رفيق الهوى والسلاح ، معي {#spc} في دمي أنت تحيا ، معي
أتخشى إذاً أن تضل الطريق {#spc} أتخشى ، وقلبك في أضلعي
وهل همست جمرةٌ في نشيدي {#spc} لو أني لِبَلواكَ لم أجزعِ
لو أني بنارك لم أحترقْ {#spc} لو أني بكأسكَ لم أكرعِ
كتابُكَ يا ثائري في يدي {#spc} سطورٌ تُسابقها أدمعي
أضُمّ بها أرج الثائرين {#spc} بغُلّة عطشان لم تُنْقَعِ
أقَبّل فيها تُرابَ العراقِ {#spc} وأحنو على جيده المُتْلَع
وأغرق في موجةٍ من ضياءٍ {#spc} على الشط ، في سكرةٍ لا تعي
بَلَى ، فهذه قهقهات الرفاقِ {#spc} وعطر الزغاريد في مسمعي
بَلَى ، يا رفيق الهوى والسلاح {#spc} تهاوت سدود الدجى بيننا
فَشُدّ الجناحَ على لفظةٍ {#spc} هناك ، تزقزق وتمرح هنا
سدى حرّموا همسات الشفاه {#spc} سدى عَقلوا بالدم الالسنا
سدىً ، صبغوا بالنجيع العراق {#spc} فما شمخ النخل الا لنا
ولا غمغم الشطّ إلا بما {#spc} يجلجل في صدرنا من منى
تلين الضفاف لأقدامنا{#spc} فهل وجدوا مَسّها ليِّنا ؟
سلوا نسمَات المساءِ الكُسالى {#spc} وقد زلزلت في الصباح الدنى
ألم تَنْتَفضْ زعزعاً كاسحاً {#spc} ألم تنطلق قدراً مؤمنا ؟
لعينيكِ يا صيحة الخالدين {#spc} تفجر قبل الشروق السنا
لعينيك يا أمةً باسمها {#spc} بها ، لم أزل أتحدّى الفنا
تمطّيْ على عتبات المحيط {#spc} وَ لُمِّيه في وحدةٍ موطنَا
أخا الفجر ، يسكرنا وهْجُه{#spc} ونقرأ فيه كتابَ الغدِ
كتاب العروبةِ للظامئين {#spc} خطىً تستريح على مورد
خطى تحمل العبءَ لا تشتكي {#spc} وبالدم في دربها تهتدي
عقدنا ببغداد أبصارنا {#spc} تباركت بغداد من مَقْعدِ
هدمت عصوراً على اهلها {#spc} وكنت مع النصر في الموعدِ
فيا للطّغاةِ ، وتاريخهم {#spc} كأنّ الطواغيتَ لم تولَدِ
ودِدْتُ لو أني حشرت العبيد {#spc} بحبلٍ من اللهَبِ الاسودِ
وفتحْت بالنار أجفانهم {#spc} بساح الرشيد على مَشْهَدِ
بقايا العروش على أرضنا {#spc} بقايا من العار لم تحصد
لنا جولةٌ في الضحى ، لم تنم {#spc} أعاصير بغداد ، لم تخْمَدِ
لنا جولةٌ يا قلاع العبيد {#spc} فهزي الخيانة واستنجدي

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success