وداع وشكوى Poem by إيليا أبو ماضي

وداع وشكوى

أزفّ الرّحيل وحان أن نتفرّقا {#spc} فإلى اللّقا يا صاحبّي إلى اللّقا
إن تبكيا فلقد بكيت من الأسى {#spc} حتى لكدت بأدمعي أن أغرقا
وتسعّرت عند الوداع أضالعي {#spc} نارا خشيت بحرّها أن أحرقا
ما زلت أخشى البين قبل وقوعه {#spc} حتى غدوت وليس لي أن أفرقا
يوم النوى ، للّه ما أقسى النّوى {#spc} لولا النّوى ما أبغضت نفسي البقا
رحنا حيارى صامتين كأنّما {#spc} للهول نحذر عنده أن ننطقا
أكبادنا خفّاقة وعيوننا {#spc} لا تستطيع ، من البكا، أن ترمقا
نتجاذب النظرات وهي ضعيفة {#spc} ونغالب الأنفاس كيلا تزهقا
لو لم نعلّل باللقاء نفوسنا {#spc} كادت مع العبرات أن تتدّفقا
يا صاحبي تصبّرا فلربّما {#spc} عدنا وعاد الشّمل أبهى رونقا
إن كانت الأيّام لم ترفق بنا {#spc} فمن النّهى بنفوسنا أن نرفقا
أنّ الذي قدر القطيعة والنّوى {#spc} في وسعه أن يجمع المتفرّقا!..
ولقد ركبت البحر يزأر هائجا {#spc} كالليث فارق شبله بل أحنفا
والنفس جازعة ولست ألومها {#spc} فالبحر أعظم ما يخاف ويتّقى
فلقد شهدت به حكيما عاقلا {#spc} ولقد رأيت به جهولا أخرقا
مستوفز ما شاء أن يلهو بنا {#spc} مترّفق ما شاء أن يتفرّقا
تتنازع الأمواج فيه بعضها {#spc} بعضا على جهل تنازعنا البقا
بينا يراها الطّرف سورا قائما {#spc} فاذا بها حالت فصارت خندقا
والفلك جارية تشقّ عبابه {#spc} شقّا، كما تفري رداء أخلقا
تعلو فنحسبها تؤمّ بنا النّسما {#spc} ونظنّ. أنّا راكبون محلّقا
حتّى إذا هبطت بنا في لجّة {#spc} أيقنت أنّ الموت فينا أحدقا
والأفق قد غطّى الضباب أديمه{#spc} فكأنّما غشي المداد المهرفا
لا الشّمس تسطع في الصّباح ، ولا نرى {#spc} إمّا استطال اللّيل؛ بدرا مشرقا
عشرون يوما أو تزيد قضيتها {#spc} كيف التفتّ رأيت ماء مغدقا
نيويورك يا بنت البخار، بنا اقصدي {#spc} فلعلّنا بالغرب ننسى المشرقا
وطن أردناه على حبّ العلى {#spc} فأبى سوى أن يستكين إلىالشّقا
كالعبد يخشى ، بعدما أفنى الصبى {#spc} يلهو به ساداته ، أن يعتقا
أو كلّما جاء الزمان بمصلح{#spc} في أهله قالوا. طغى وتزندقا؟
فكأنما لم يكنه ما قد جنوا {#spc} وكأنما لم يكفهم أن أخفقا
هذا جزاء ذوي النّهى في أمّة {#spc}أخذ الجمود على بينها موثقا
وطن يضيق الحرّ ذرعا عنده {#spc} وتراه بالأحرار ذرعا أضيقا
ما إن رأيت به أديبا موسرا {#spc} فيما رأيت، ولا جهولا مملقا
مشت الجهالة فيه تسحب ذيلها {#spc} تيها، وراح العلم يمشي مطرقا
أمسى وأمسى أهله في حالة {#spc} لو أنها تعرو الجماد لأشفقا
شعب كما شاء التخاذل {#spc}والهوى متفرّق ويكاد أن يتمزّقا
لا يرتضي دين الآله موفّقا {#spc}بين القلوب ويرتضيه مفرقا
كلّف بأصحاب التعبّد والتّقى {#spc} والشرّ ما بين التعبّد والتّقى
مستضعف، إن لم يصب متملقا {#spc}يوما تملّق أن يرى متملقا
لم يعتقد بالّلم وهو حقائق {#spc} لكنّه اعتقد التمائم والرّقى!
ولربما كره الجمود وإنما {#spc} صعب على الانسان أن يتخلّقا!..
وحكومة ما إن تزحزح أحمقا {#spc}عن رأسها حتّى تولّي أحنقا
راحت تناصبنا العداء كأنما {#spc} جئنا فريّا أو ركبنا موبقا
وأبت سوى إرهقنا فكأنما {#spc} كلّ العدالة عندها أن ترهقا
بينا الأحباب يعبثون بها كما {#spc} عبث الصّبا سحرا بأغصان النّقا
(بغداد) في خطر ( ومصر) رهينة{#spc} وغدا تنال يد المطامع (جلّقا)
ضعفت قوائمها ولما ترعوي {#spc} عن غيّها حتى تزول وتمحقا
قيل اعشقوها قلت: لم يبق لنا {#spc} معها قلوب كي نحبّ ونعشقا
إن لم تكن ذات البنين شفيقة {#spc} هيهات تلقى من بينها مشفقا
أصبحت حيث النّفس لا تخشى أذى {#spc} أبدا وحيث الفكر يغدو مطلقا
نفسي اخلدي ودعي الحنين فإنما{#spc} جهل بعيد اليوم أن نتشوّقا
هذي هي ((الدّنيا الجديدة)) فانظري {#spc} فيها ضياء العلم كيف تألّقا
إني ضمنت لك الحياة شهيّة {#spc} في أهلها والعيش أزهر مونقا

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success