ملال Poem by بدر شاكر السياب

ملال

أضيئي لغيري فكل الدروب
سواء على المقلة الشاردة
سأمضي إلى مجهل لا أؤوب
فإن عادت الجثة البارده
فألقي على الأعين الخاويات
طيب السماء
لعل الرؤى الخابيات
إذا مس أطرافهن الضياء
يخبرن عن ذلك المجهل
عن الريح و الغاب والجدول
أضيئي لها يا نجوم
سأهواك حتى نداء بعيد
تلاشت على قهقهات الزمان
بقاياه في ظلمة في مكان
وظل الصدى في خيالي يعيد
سأهواك حتى سأهوى نواح
كما أعولت في الظلام الرياح
سأهواك حتى سـ.... يا للصدى
أصيخي إلى الساعة النائية
سأهواك حتى بقايا رنين
تحدين دقاتها العاتية
تحدين حتى الغدا
سأهواك ما أكذب العاشقين
سأهوا نعم تصدقين
ظلام وتحت الظلام المخيف
ذراعان تستقبلان الفضاء
أبعد اصفرار الخريف
تريدين ألا يجيء الشتاء؟
لقاء وأين الهوى يا لقاء؟
عويل من القرية النائية
وشيح ينادى فتاة الغريق
بهذا الطريق وذاك الطريق
ويمشي إلى الضفة الخالية
يسائل عنه المياه
ويصرخ بالنهر يدعو فتاه
ومصباحه الشاحب
يغني سدى زيته الناضب
محال يراه
ويحنو على الصفحة القاتمة
يحدق في لهفة عارمة
فما صادفت مقلتاه
سوى وجهه المكفهر الحزين
ترجرجه رعشة في المياه
تغمغم لا لن تراه
أحقا نسيت اللقاء الأخير
أحقا نسيت اللقاء... ؟
أكان الهوى حلم صيف قصير
خبا في جليد الشتاء
خبا في جليد
وظل الصدى في خيالي يعيد
خبا في جليد خبا في جليد
ويا رب حلم يهيل الزمان
عليه الرؤى والسنين الثقال
فتمضي ويبقى شحوب الهلال
يلون بالأرجوان
شحوب النجوم وصمت القمر
ويومض في كل حلم جديد
شحوب الهلال و ظل الشجر
وطيف الشراع البعيد ؟

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success