يا روابي عمّان Poem by سليمان العيسى

لم يَرُعني الدجى على أسواري {#spc} منذراً دفقة السنا بالدمارِ
لم يرعني ، أقوى من الموت شعبي {#spc} ونهاري ملءَ العيونِ نهاري
زَحَفت أمتي ، فمعركةُ{#spc} المجد غبارٌ نشقّه بغبارِ
من عثَارٍ يُفَجِّرُ الشعب نمضي{#spc} - والجراحاتُ زادُنا - لعثارِ
بيدينا ، وليصبغوا بدم الأحرارِ {#spc} منا ملاعبَ الأحرارِ
بيدينا مَصيرُنا ، ولنا الشوطُ {#spc} وأرضي مصارعُ الفُجّارِ
لم تَرُعني يا ليلُ قبضَتُكَ السو{#spc} داء تهوي خضيبةَ الأطفارِ
تعْرِفُ الأرض ان بطشتك الكُبْـ {#spc} ـرى وداعٌ ، وحشرجاتُ احتضارِ
لم ترعني انقضاضةُ البغي قربي{#spc} ودمائي مسفوكةً بجواري
قصفاتٍ ، فالعرش ، والحاضن العر{#spc} ش غُثَاءٌ في زحمة التيارِ
الطواغيتُ للجحيم ، وتبقى {#spc} لي شموسي ، غداً ، وعرس انتصاري
بيدينا مصيرنا ، ولنا الشوط {#spc} فدقِّي يا عاصفات جداري
يا روابي عمّان ، هل نَقَل الجزّارُ {#spc} سكِّينه إلى الجزّارِ ؟
ضحكةُ العرس اطفَأوها بعَيْنيكـ {#spc} ـكِ ، ولما ننهَلْ وميضَ افترارِ
ضُحكةُ العرس .. كم هزجتُ {#spc}عليها أمسِ حتى تونحت قيثاري
قصف الحقدُ وردَها ، فأغاني {#spc} العيد في لمحةٍ فحيحُ ضواري
وربيع الجلاءَ لسعُ صقيعٍ {#spc}ورؤى المهرجان لَفْح اوَارِ
يا روابي عمّان ، محنةُ فجرٍ {#spc} لم يجيء مولدٌ بلا إعسارِ
امهليهم يا أرضنا يُترعون {#spc} الكأس من أحمر الدم الفوارِ
ويصبّون حقدهم فوق رأسي {#spc} ويكمُّون صيحتي بالنار
رَوّعتْ قبلهم أساطيلُ شطآ {#spc}ني ، وضاعت بين الحرائق داري
وصمدنا ، وقطّع اللصّ رجليه {#spc} على درب ذِلةٍ واندحارِ
امهليهم يلملمون بقايا العار{#spc} ، فالمُلكُ في بقايا العارِ
لَبسَ المسْخُ لبدة الأسد الوَرْ {#spc} دِ ، وتاه الرقيعُ كالجبّارِ
محنةُ الفجرِ ، لم يُفاجأ بها الفجرُ {#spc} ولا استغلقتْ على الابصار
في دمشقٍ من عارها أثرٌ با {#spc} قٍ ، وذكرى لمجرمين كبارِ
نَفضَتْهم عنها كما انتفَض الجسم {#spc} وألقى بعالقٍ الأوضارِ
يا روابي عمان ، للعرب الشو {#spc} طُ ، وهم صامدون في المضمارِ
أنا في الشام ، أي عبءٍ {#spc}على الشا م ليحلو المساءُ للسمّارِ
أي عبءٍ ، لنحمي الدوحة الخضـ {#spc} ـراءَ من شر حاقد الأوكارِ
أي عبءٍ ، ليفتحَ الشعب عينيهِ {#spc} على أرضه بلا استعمار
أنا في الشام .. موجةٌ من جباهٍ {#spc} أقسمتْ لا تراجعت عن غمارِ
أقسمت ، لا مشت لغير{#spc} عظيمٍ عَصّبتها ساحاتُهُ بالغار
أيها الناضحون خلفَ خُطانا {#spc} بعض ما في نفوسهم من صَغارِ
ما رمينا إلى 'الممثل' طَرْفاً {#spc} هَمّنا مجرمون خلف الستارِ
إسمعوها تدقُ أفئدةً غُلْـ {#spc} ـفاً ، وزَيفاً ألقى بكل خمارِ
أنا من كافرين بالسالبي أرضي {#spc} أهذي علامةُ الكفّارِ ؟
أنا من كافرين بالذابحي قو {#spc} مي ، وبالناثريهم في القفار
أنا في الهادمين ما دام حولي {#spc} كبدٌ جائعٌ ، وجسم عاري
أنا في الهادمين ما دام 'صهيون' {#spc} بناء البانين فوق دياري
أنا من كافرين 'باللص' {#spc}يشري ويبيع الإله 'بالدولارِ'
أنا من 'مارقين' آلَوْا يموتو {#spc} ن .. لينجوَ شعبٌ من الأخطار
أنا في الشام ، أستقي من جراح {#spc} الضاد لحناً مضرّج الأوتارِ
تركته عمانُ هَدرةَ بركان{#spc} بصدري ، وغمغماتِ انفجار
وثبتي وثبةُ العروبة لا رو {#spc} ضي يطيق الدجى ولا أطياري
ودمائي على شواطئ مصرٍ {#spc} في الميادين ما تزالُ شعاري
لي على النيل ماردٌ {#spc}عربيّ وحياةٌ تمور كالإعصارِ
وميامينُ من بقايا سيوف {#spc}الله مسلولةً على الادهار
ساعدٌ لاقتلاع أعمدة الذل {#spc} وزند لشامخات الفخار
لي على الشام قلعةٌ من صمودٍ {#spc} تتحدى مطامح الأشرارِ
يلطم الغدرُ عن يمينٍ جناحيها {#spc} فيهوي مغفّراً عن يسار
لي على القدس صامدون ، ولو {#spc} جُنّ جنونُ المستعمر الغدار
لي غدي .. مثلما تبلّج وجه {#spc} الصبح عن ألف روضةٍ معطار
لي جمالٌ ، وبور سعيد ، ولي شعـ{#spc} ـبي ، ودقّي يا عاصفات جداري
مصرُ ، يا مصر ، يا حنيني إذا {#spc} رجَّعتُ يوماً قصيدة الثوار
يا كفاح الضياء يزرعُ في الأرض {#spc} شموساً عبر الدجى ودراري
يا عرين النسور ترتد عنه {#spc} أضلعُ المعتدي زَرِيّ نثارِ
يا سرايا عمروٍ حداها صباح {#spc} البعث 'عمروٌ'* لمطمح جبّارِ
هذه أمتي ، جناحاك يا مصرُ {#spc} فشدِّيهما على الأخطارِ
يقصرُ الحاقدون عنك فيرمون {#spc} حواليك باللظى والشرارِ
أنتِ ، أنت الطعين في الشام {#spc} في عمان ، في كل موكبٍ هدّارِ
قهقهي للدجى ، ولُمِّي على النسر {#spc} فراخ الصقور ، والأثمار
هذه أمتي ، جناحاك للثأر {#spc} وقومي: متى يدمدم ثاري ؟