عتاب Poem by وجيه البارودي

عتاب

هي
قلت وداعاً يا وجيه و أجهشت ببكائها
فسألتها عن مبعث البلوى و موطن دائها
فتململت و بدا الشحوب على أديم صفائها
عهدي بها كالوردة الحمراء في أندائها
ماذا جرى لك يا سنا عيني و ريق مائها
أوجيهُ أخشى بعد طول مودة و صفاءِ
أخشى انقلاباً في حياتكَ و احتمال جفاءِ
أخشى افتضاحا بعد طول تكتم و خفاءِ
أخشى عليكَ من النساء و أنتَ زير نساءِ
أنا كيف لا أخشى و حبُكَ عالق بدمائي
أوجيهُ لو نبقى على شوق و خيط رجاءِ
نبقى على حب و إغراء بغير غذاءِ
نبقى على ظمئ و لو لم يبق غير دماءِ
أوجيهُ لو أفنى بحبك ما ألذ فنائي

أنا
مهما شرعت على البحار و سرت في الصحراء
و سربت في الأعماق أو حلقت في الأجواء
فرسوت في الجزر القصية في المحيط النائي
و غزوت أجواز الفضاء و جبت كل سماء
فولجت هالات السنا و سبحت في الأضواء
غيري ويدب على الثرى و يمور كالرقطاء
و يعيش في المستنقعات يموء بالأوباء
و أنا بأجنحتي من الشعر إلى الجوزاء
مهما انتشيت و تهت في كبري و في خيلائي
و ركزت بند النصر فوق القمة الشماء
و شربت نخب أحبتي و شربن من صهباء
مهما شردت فعودتي أبدا إلى مينائي

COMMENTS OF THE POEM
Be the first one to comment on this poem!
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success