شباك و فيقة - 1 Poem by بدر شاكر السياب

شباك و فيقة - 1

شبّاك و فيقة في القرية
نشوان يطلّ على الساحة
كجليل تنتظر المشية
ويسوع و ينشر ألواحه
إيكار يمسّح بالشمس
ريشات النسر و ينطلق
إيكار تلقّفه الأفق
و رماه إلى اللجج الرمس
شبّاك وفيقة يا شجرة
تتنفس في الغبش الصاحي
الأعين عندك منتظرة
تترقب زهرة تفاح
و بويب نشيد
و الريح تعيد
أنغام الماء على السّعف
ووفيقة تنظر في أسف
من قاع القبر و تنتظر
سيمر فيهمسه النّهر
ظلاً يتماوج كالجرس
في ضحوة عيد
ويهفّ كحبات النّفس
و الريح تعيد
أنغام الماء هو المطر
و الشمس تكركر في السعف
شباك يضحك في الألق؟
أم باب يفتح في السور
فتفر بأجنحة العبق
روح تتلهف للنور ؟
يا صخرة معراج القلب
يا صور الألفة و الحبّ
يا درباً يصعد للرب
لولاك لما ضحكت للأنسام القرية
في الريح عبير
من طوق النهر يهدهدنا و يغنينا
عوليس مع الأمواج يسير
والريح تذكّره بجزائر منسية
شبنا يا ريح فخلّينا
العالم يفتح شبّاكه
من ذاك الشباك الأزرق
يتوحد يجعل أشواكه
أزهاراً في دعة تعبق
شباك مثلك في لبنان
شباك مثلك في الهند
و فتاة تحلم في اليابان
كوفيقة تحلم في اللّحد
بالبرق الأخضر و الرعد
شباك وفيقة في القرية
نشوان يطل على الساحة
كجليل تحلم بالمشية
و يسوع
و يحرق ألواحه

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success