المخاض العظيم Poem by مالك حداد

المخاض العظيم

واختنق عامل من شمال أفريقيا
في كوخه
وانتهت أوى أناشيدي
بزفرة موجعة
وانزلقت في الرذيلة فاطمة
التماسا لكسرة الخبز
إن تاريخا كاملا ليسطر بمثل هذه الأحداث
الشقاء نفسه يتألب علينا
وددت لو أعرف اسم الشقاء

هذه السماء ليست إلا كفنا هنا
ولكنها في بلادي مشعل يتقد
إنها كيوم احد فقئت عيناه
إنها كربيع منهوب أبدا
لم يمض يوم بلا مأساة
لقد ألفت سيمفونيتي
من ألحان الشقاء

الشقاء نفسه يتألب علينا
وددت لو أعرف اسم الشقاء

لقد كان لي رفيق
واختار المسكين أن يفقد رفيقه
رأيت سنابل قمح تحني هاماتها
رأيت حملانا تحب الذئاب
وغاضت ابتسامتي في سفر طويل
الشقاء نفسه يتألب علينا
وددت لو أعرف اسم الشقاء

يا لأيتام الخميس التي أضعتها
في عيني الميتتين
ربما كانت لي خطيبة في سيئول
لقد قيل لي : أيها الملون
كما تقال كلمة مجرم
ثم فقأوا عيون قيثارتي
الشقاء نفسه يتألب علينا
وددت لو أعرف اسم الشقاء

زبغتة
رأيت مدينتي
في مخاضها العظيم
أيها التاريخ؟
إذا قدر لك أن تنطلق من أرضنا
فلأن الشمس قد اختارت مهدها
في الشرق
الشقاء نفسه يتألب ضدنا
وددت لو أعرف اسم الشقاء

إن جاري الأثير لدي
هو دائما الجندي
الذي لم ير الفرح في حياته
الفرح الذي صنعته يداه
أما العيد فانه لأولئك الذين يعيشون في عيد دائم
الشقاء نفسه يتألب ضدنا
وددت لو اعرف اسم الشقاء

لامي وللحمامة
اسم واحد
أمي التي ما تجف دموعها
لقد ابيض شعرها وقسا
كقلوب رجال الدرك
ما أكثر الأغاني التي تعرفها
الأغاني التي لا تردد إلا همسا
الشقاء نفسه يتألب علينا
وددت لو اعرف اسم الشقاء

أخبروني عن القبلة التي حرمت منها
قولوا لي شيئا عن هذه الصحراء
التي أستمد منها أناشيدي
أخبروني عن غزالتي التي قتلوها
وزهرتي التي حرموها من البستان
قوا لي: ما الذي يبرر كل هذه الآثام؟
مالذي يبرر مائة ألف حماقة؟
مائة ألف جريمة؟
قولوا لي: لماذا يعب المرعوبون كل هذه الكحول؟
لماذا يرتعدون من الأسود الحبيسة
في منفاها؟
ولكن
أخبروني قبل كل شيء
كيف حال الجزائر ؟

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
مالك حداد

مالك حداد

الجزائر
Close
Error Success