مدينتنا Poem by نزار قباني

مدينتنا

مدينتنا
تظل أثيرةً عندي
برغم جميع ما فيها
أحبُّ نداء باعتِها
أزقَّتها
أغانيها
مآذنها .. كنائسها
سُكاراها .. مُصلِّيها
تسامحها ، تعصّبها
عبادتها لماضيها
مدينتنا - بحمد الله -
راضيةٌ بما فيها
ومَنْ فيها
بآلافٍ من الأموات
تعلكهم مقاهيها
لقد صاروا ، مع الأيامِ
جزءاً من كراسيها
صراصيرٌ محنَّطةٌ
خيوطُ الشمس تُعميها
مدينتنا
وراءَ النّرْدِ ، مُنفقةٌ لياليها
وراء جريدة كسلى
وعابرة تُعريها
فلا الأحداثُ تنفضُها
ولا التاريخُ يعنيها
مدينتنا .. بلا حبّ
يرطب وجهها الكلسيَّ .. أو يروي صحاريها
مدينتنا بلا امرأةٍ
تذيبُ صقيعَ عزلتها
وتمنحها معانيها

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success