في غرفة الجناياتِ Poem by سليمان العيسى

في غرفة الجناياتِ

وصَمتُّ .. وانطلقت 'محاضرتي' ..دخاناً في الفضاءِ
ما حرّكت سقفاً ، ولا اختلج الجدار لها إزائي
حتى أخونا 'الطابع*' الجاري بأحرفه ورائي
ضرب السطورَ .. كما ترقِّم بالحصا .. موجاتِ ماءِ
أين انتفاضُ حميتي ؟ وبلاغتي .. عند الأداءِ
أين انطلاقة فكرتي كالنور .. في كبد السماءِ
والشعر .. أين الشعر؟ سلني عنه في 'القسم الجنائي
هي غرفة .. ساد الظلام بها على نُتف الضياءِ
تنساب رائحة الجريمة من مقاعدها الوِِطاءِ
ويدبّ من 'شباكها' نور .. كمخنوق الرجاءِ
نُثرت بها قِطَعٌ ، وأشياءٌ تدق على ذكائي
أدخلت فيها 'كالذبيح'.. وفي دمي رعشُ استياءِ
وجمدتُ ثمّةَ .. لا أحسّ سوى اللزوجة في الهواءِ
أمعَ الجُناة ، المجرمين ، يُزَجّ روح 'أبي العلاءِ'؟!
و 'ابن الحسين*' ، ومن اليه ، وسيبويهٍ ، والكسائي
وتراثُ أمتي التعيسةِ من أغانيها الوِضاءِ
يا للظلام .. إذا استبدّ .. ويالجرحِ الكبرياءِ
وأشار 'قائديَ' الكريم ، ومنْ لِكُرهي ، أو رضائي ؟
أمدُد يديك 'لبصمةٍ' ، ولأخذ 'رسم' كهربائي
وأمالني فوق الزجاج ، كمن تمرّغ في الدماءِ
وبصمتُ .. عشرَ أصابعٍ ، واسوّدّ كميَ بالطلاءِ
وشُنِقت فوق 'مُقيعدٍ' ورُسِمتُ 'نصفاً' باعتناءِ
وخرجتُ .. أشعر بالوجود وقد أحيلَ إلى غُثاءِ

POET'S NOTES ABOUT THE POEM
حجرة أدخل إليها الشاعر لتؤخذ صورته.. وبصمات أصابعه، على طريقة المجرمين

الموظف على الآلة الكاتبة *
إشارة إلى شاعر الخلود: المتنبي *
COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success