أنشودة الرهبان Poem by نازك الملائكة

أنشودة الرهبان

نحن بالأمس تركنا صبانا {#spc}ووهبنا للسماء هوانا
ودفنا كلّ حبّ عميق {#spc} في مكان لا تعيه رؤانا
ولففنا في ذهول أبيد {#spc} كل درب قطعته خطانا
و أصرنا للسكون نشيدا {#spc}بشرّيا كان ملء منانا
لا تسلنا عن طراوة أمس {#spc}عن معاني ألف كأس و كأس
عن عيون مرحات الأماني {#spc} نثرت في عمرنا دفء شمس
عن شفاه في برودة فجر {#spc}مطري الصمت لمياء لعس
عن خدود دافئات عذاب {#spc} كخدود الورد رّقة لمس
نحن ضّيعنا روابي حلوه {#spc}ودفّنا الحبّ في كلّ ربوه
ثم تهنا في مسالك حلم {#spc}وأفقنا عند حافة هوّه
وشربنا اللون و العطر حتى {#spc}عادت الكاسات تنضح شقوه
فأتينا الدير صرعى حيارى {#spc} علّ في ديجوره بعض سلوه
هذه يا حياة مملكة الره بان{#spc} في عزلة و في اكفهرار
دفنوها وكاد ينسى رعايا ها{#spc} الحيارى حتى ضياء النهار
شّيدوها من كلّ لفتة شوق {#spc}في العيون الحبيسة المحرومه
وسقوا أرضها الجديبة من بر كان{#spc} تلك العواطف المكتومه
وحّموها من أن تغازلها الشم س{#spc} بألوانها ولين شذاها
وأبوا أن يلامس القمر المن فعل{#spc} الضوء في المساء دجاها
وتمّنوا ألا تمرّ بها ري ح {#spc}عبيرية الصدى و النشيد
فشفاه الرياح تكمن فيها{#spc} قبل عذبة وذكرى خدود
وتّمنوا أن يقفل الليل عينيه {#spc} وتخبوا نجومه السحريّه
فعيون النجوم تغوي بأهدا ب{#spc} حريرّية الرؤى قمريّه
وهم يمقتون أن تشرب النح لة {#spc}شهد الأزهار كلّ صباح
فرحيق الورود في شرعهم خم ر{#spc} تريق السموم في الأرواح
و العطور السكرى ألم تنبع الأح زان{#spc} بعد ارتشافها و الجراح
إنها كالنبيذ تسكر تذكي {#spc}من حنين الجمال ما لا يباح
وغناء القنابر الذاهل المب هور{#spc} - في عرفهم- نداء خطايا
في ثناياه آهة كّسر الحبّ {#spc} صداها و فيه نجوى صبايا
وخدود الفجر المورّدة النا عمة {#spc}الدفء و الشذى و الرحيق
حرّموها فقد تمر على الزه د{#spc} فتصحيه من سبات عميق
و أقاموا سورا ليمنع عنهم{#spc} كل ذكرى من كلّ أمس بعيد
وأرادوه حارسا يطرد العط ر{#spc} و يحمي من النسيم البرود
و أباحوا أيّامهم ليد الصم ت {#spc}الرصاصية العروق الثقيله
و أقاموه حاكما مخلبيّ ال حكم{#spc} لاذت به المنى المقتوله
إنه الدير فيه ينتصر {#spc}المو ت وفي قبوه يعيش الآه
في خفاياه , في ممرّاته السو د{#spc} الحزينات لا يعيش الله
مسكن الصمت والكآبة والجد ب{#spc} ومأوى الرغائب المدفونه
وصراع مع العواطف تصحي{#spc} ناره أذرع الليالي اللعينه
ذلك العنكبوت ذو الأرجل الفظّ ة {#spc}هل منه مهرب أو ملاذ
إنه من دمائهم يتغذّى {#spc}وهو من قلب أمسهم أفلاذ
إنه حّبهم يعود إليهم {#spc} ينسج الذكريات والأهواء
لا تطيق الأسوار ردّ خطاه فهو{#spc} قد خالط الرؤى والدماء
وهو حينا عينان صافيتا اللو ن{#spc} كأعماق بركة صيفيّه
أو شفاه من قعر حلم بعيد{#spc} أو يد لدنة البياض شهيه
ذلك العنكبوت كم عاد وجها {#spc} عكسته للراهبين الكؤوس
إنه وجهها , أينسون ؟ {#spc}هذي ربّة الدير , هذه تاييس

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success