قيس وليلى Poem by نازك الملائكة

قيس وليلى

كيف مات المجنون؟ هل سعدت لي {#spc}لى؟ سلوا هذه الصحاري الحزينة
اسألوها ما حدّث الريح قيس ال أمس{#spc} ليلا وكيف عاش سنينه
ذلك الشاعر الشريد الخياليّ {#spc} صديق الظباء في الصحراء
ونجّي الرمال والوحش والبي د {#spc}وطيف الشحوب والأدواء
سحق الحبّ قلبه المرهف الغضّ {#spc}فعاش الحياة دون مقرّ
فوق تلك الرمال ينشد أشعا ر{#spc} هواه لكل هوجاء تسري
راسما فوق صفحة الرمل ما كا ن{#spc} من الشوق والأسى والحنين
لاثما كلّ موضع خطرت لي {#spc}لى عليه في ماضيات السنين
يوم كانت ترعى الشياه ويرعى {#spc} قيس أغنامه فتشدو ويشدو
وتدوّي باللحن تلك الرمال ال سمر{#spc} حيث الظباء تلهو وتعدو
يوم كانت يا لهفة الشاعر{#spc} العا شق ماذا قد أبقت الأقدار؟
نضبت فرحة الصبا وذوى الوا دي{#spc} وجفت في رحبه الأزهار
وتبقّى قبر على قدم التلّ{#spc} ذوت تحته معالم ليلى
وحنت فوقه شجيرة ورد{#spc} تخذتها الأشلاء في القبر ظلاّ
وتبقّى قيس المعذّب يبكي {#spc} ما تبقّى من عمره المصدوم
راقدا عند حافة القبر لا يف تؤ{#spc} يشكو إلى الصبا والغيوم
يتمنى ليل المنايا ويدعو ه{#spc} إليه بأعذب الأسماء
ويغنّي للموت اجمل ألحا ن{#spc} هواه تحت الدجى والضياء
ثم جاء الصباح يوما وقيس {#spc}في يد الموت ذاهل مصروع
ليس تبكيه غير تنهيدة الري ح{#spc} وصوت البوم الكئيب دموع
يا قلوب العشّاق حسبك حّبا {#spc}واقبسي من مأساة قيس مثالا
هي هذي الحياة لا تمنح الأح ياء{#spc} إلا العذاب والأهوالا
خدعتنا بالحبّ والشوق والذك رى{#spc} وما خلفها سوى الأوهام
عالم سافل يضجّ من الإث م{#spc} ويحيا بين الهوى والظلام

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success