مأساة الحياة Poem by نازك الملائكة

مأساة الحياة

عبثًــا تَحْــلُمينَ شــاعرتي مــا {#spc} مــن صبـاحٍ لليـلِ هـذا الوجـود
عبثًــا تسـألين لـن يُكْشـف السـرُّ {#spc} ولـــن تَنْعمــي بفــكِّ القيــودِ
فـي ظـلال الصَّفْصافِ قَضَّيتِ ساعا تِــكِ{#spc} حَــيْرى تُمضُّــك الأسـرارُ
تســألين الظـلالَ والظـلُّ لا{#spc} يـعـ لَـــمُ شــيئًا وتعلــمُ الأقــدارُ
أبــدًا تنظــرين للأُفــق المـجـ هـول{#spc} حـيرى فهـل تجلّى الخفيُّ
أبـــدًا تســألين والقَــدَرُ الســا خــرُ{#spc} صمــتٌ مُسْــتغلِقٌ أبـديُّ
فيــمَ لا تيأسـينَ? مـا أدركَ الأســــرارَ{#spc} قلـبٌ مـن قبلُ كي تدركيها
أســفًا يـا فتـاةُ لـن تفهمـي الأيـ امَ{#spc} فلتقنعــي بــأن تجهليهــا
اُتــركي الــزورق الكليـل تسـيِّرْ هُ{#spc} أكــفُّ الأقــدارِ كــيف تشـاءُ
مـا الـذي نلـتِ مـن مصارعة المو جِ? {#spc}وهـل نـامَ عـن منـاكِ الشقاءُ
آهِ يـا مـن ضاعتْ حياتك في الأحـ لامِ{#spc} مـاذا جَـنَيْتِ غـير الملالِ
لـم يَـزَلْ سـرُّها دفينـا فيـا{#spc} ضيـ عـةَ عُمْـرٍ قضَّيتِـهِ فـي السـؤالِ
هُــوَ سـرُّ الحيـاة دقَّ عـلى الأفـ هـامِ{#spc} حـتى ضـاقت بـه الحكماءُ
فايأسـي يـا فتـاةُ مـا فُهمـتْ مـن {#spc} قبــلُ أســرارُها ففيـم الرجـاءُ
جـاء مـن قبـلِ أن تجيئي إلى الدُّنْـ يــا{#spc} ملاييـنُ ثـم زالـوا وبـادوا
ليـتَ شـعري مـاذا جَـنَوْا من لياليـ هـمْ{#spc}? وأيـنَ الأفـراحُ والأعيـادُ
ليس منهـــم إلاَّ قبــورٌ حزينــا تٌ{#spc} أقيمــت عـلى ضفـاف الحيـاةِ
رحـلوا عـن حِـمَى الوجـودِ ولاذوا {#spc} فــي ســكونٍ بعــالم الأمــواتِ
كـم أطـافَ الليـلُ الكئيب على الجو وكـــم {#spc}أذعنــت لــه الأكــوانُ
شــهد الليــلُ أنّــه مثلمــا كـا نَ{#spc} فــأينَ الــذينَ بـالأمس كـانوا
كـيف يـا دهـرُ تنطفـي بيـن كفَّيـ كَ{#spc} الأمـاني وتخـمد الأحـلامُ
كـيف تَـذْوي القلـوبُ وهـي ضياءٌ {#spc}ويعيشُ الظـــلامُ وهْــو ظــلامُ

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success