خرجت هند ذات يوم Poem by جبران خليل جبران

خرجت هند ذات يوم

خرجت هند ذات يوم وفوز{#spc} وسعاد يهمن من غير قصد
يتهادين في الرياض أصيلا{#spc} لاعبات تواركا كل جد
فرحات يرين ما ألفته {#spc} كل عين كحادث مستجد
كان فصل الخريف والوقت أصفى{#spc} ما يكون اعتدال حر وبرد
تبعث الشمس باهرات شعاع {#spc}تغتدي في انحدارها شبه ربد
فهي في الأفق تارة مسحات {#spc}من بهار وتارة نثر ورد
وهي بين الغصون نسج دقيق {#spc} من نضار يشف عن لا زورد
شارفت هند روضة ثم قالت {#spc} وهي تفتر عن جواهر عقد
أنظراها خليلتي أليست {#spc}شبه بيت كثير أصل وولد
حبذا هذه الثمار الرضيعات {#spc}تعلقن كل طفل بنهد
وبجدي شيخ من الدوح صلب{#spc} هو ثرثارة عبوس كجدي
فتضاحكن من مقالة هند {#spc} وتمايلن عن أفانين رند
عجبا كان للصواحب مرأى {#spc}كل هذا وكان مألوف عهد
فتمادين في المسير يمينا {#spc}وشمالا وما شعرن بكد
صافيات الأفكار من كل هم {#spc}خاليات القلوب من كل وجد
لمحت فوز لمحة أعجبتها {#spc} فأشارت إلى سعاد وهند
ما ترى هذه الثمار البوادي{#spc} كشموس صغيرة عن بعد
هي كالبرتقال لولا شفاه {#spc} قدمتها للعود بغية ورد
قالتا لا ندري فقالت أعونا {#spc}منكما إن علمتما ما بودي
حبذا الإثم لو لطفنا إليها {#spc}سارقات أخاف أفعل وحدي
وإذا حارس بدا من خفاء {#spc}كترائي الشيطان في شكل عبد
فتهيبنه فحيا بشوشا {#spc}عن وميض في حالك مسود
قلن يا حارس المكان أفدنا {#spc}لمن البيت إنه بيت مجد
قال بين الأمير يوسف هذا {#spc}فحمدن الزنجي أحسن حمد
وتراجعن هيبة صامتات {#spc} ليس منهن من تعيد وتبدي
آسفات على منى شائقات {#spc} فزن منها بخيبة وبصد
ناظرات إلى الشموس اللواتي {#spc} عدن عنها بمثل أعين رمد
يتصورنها عبيرا ذكيا {#spc}وشرابا عذبا وطعما كشهد
كان هذا لهن هما وهل{#spc} في حالة بعده مظنة سعد
نعم ذاك الزمان كان على ما {#spc}أفسد الجهل فيه أطيب عهد
يوم تلك الثمار أنفس شيء {#spc}عندهم الامير فيهم أفندي

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success