أرى شجرا في السماء احتجب Poem by أحمد شوقي

أرى شجراً في السماء احتجبْ {#spc}وشقّ العَنانَ بمَرْأَى عَجبْ
مآذنُ قامت هنا أو هناكَ {#spc} ظواهرها درجٌ من شذب
وليس يؤذِّنُ فيها الرجالُ {#spc}ولكن تصبح عليها الغرب
وباسقة ٍ من بناتِ الرمالِ {#spc} نَمتْ ورَبتْ في ظلالِ الكُثُب
كسارية ِ الفُلْكِ، أَو كالمِسـ لَّة ِ{#spc} أَو كالفَنارِ وراءَ العَبَب
تطولُ وتقصرُ خلفَ الكثيبِ {#spc} إذا الريحُ جاءَ به أَو ذهب
تُخالُ إذا اتَّقدَتْ في الضُّحَى {#spc}وجرَّ الأصيلُ عليها اللهب
وطافَ عليها شعاع النهارِ {#spc}من الصحوِ، أو منْ حواشي السحب
وصيفة َ فرعونَ في ساحة{#spc} ٍ من القصر واقفة ً ترتقب
قد اعتصبتْ بفصوص العقيقِ{#spc} مُفصَّلة ً بِشُذورِ الذهب
وناطتْ قلائدَ مَرْجانِها {#spc}على الصدر، واتَّشَحَتْ بالقَصَب
وشَدَّتْ على ساقِها {#spc}مِئْزَراً تعقَّدَ من رأسها للذنب
أهذا هو النخلُ ملكُ الرياضِ {#spc} أَميرُ الحقولِ، عروسُ العزب؟
طعامُ الفقيرِ، وحَلوَى الغَنيِّ{#spc} وزادُ المسافِر والمُغْتَرِب؟
فيا نخلة َ الرملِ، لم تبخلي {#spc} ولا قصَّرتْ نخلاتُ الترب
وأعجبُ: كيف طوى ذكركنَّ {#spc} ولم يحتفلْ شعراءُ العرب؟
أليس حراماً خلوُّ القصا ئدِ{#spc} من وصفكنّ، وعطلُ الكتب؟
وأنتنّ في الهاجراتِ الظِّلالُ{#spc} كأَنّ أَعالِيَكُنَّ العَبَب
وأنتنّ في البيد شاة المعيلِ {#spc} جناها بجانبِ أخرى حلبَ
وأنتنّ في عرصاتِ القصورِ {#spc}حسانُ الدُّمى الزائناتُ الرّحب
جناكنّ كالكرمِ شتى المذاقِ {#spc}وكالشَّهدِ في كل لون يُحَبّ