أيها الإنسان Poem by محمد حسن فقي

محمد حسن فقي

محمد حسن فقي

السعودية / مكة المكرمة

أيها الإنسان

أجْهَدَتْني الحياةُ يا رَبِّ حتى {#spc} لَتَمَنَّيْتُ أَنْ تَغُولَ المنُونُ
غير أَنِّي أخافُ من سَطْوَةِ الإِثْمِ {#spc}فتشقى اليقين مِنِّي الظُّنُونُ
كيف ألْقاكَ والغواية ألْهَتْني{#spc} عن الرُّشْدِ..واسْتَبَدَّ الجُنُونُ
أَفَأَلْقى مِنْكَ الحَنَانَ وما كنتُ{#spc} حَنوناً.. وأنتَ أنتَ الحَنُون
أَمْ سأَلْقى عدالةً تَجْلِد الرُّوحَ{#spc} بِسَوْطٍ من الجَحيِم رَهيبِ؟
أَنْذَرَتْهُ فما ارعوى. وتَصَدَّى {#spc} غَيْرَ مُسْتَبْصِرٍ ولا مُسْتَجِيبِ
وتَرَدَّى إلى الحَضِيضِ فلاقى {#spc} كُلَّ مُسْتَنْكِرٍ وكُلَّ حَرِيبِ
أَلَّفُوا عُصْبَةً وما بالُوا{#spc} بيَوْمٍ على الغُواةِ عَصِيبِ
كنْتُ مِنْهُمْ.. لكِنَّني كنْتُ أنقاهم{#spc} ضميرا.. وخَيْرَهمُ تَفْكيرا
كنْتُ أسْتَنْكِرُ الخَطايا وآتِيها{#spc} وأَسْتَعْذِبُ الشَّرابَ المَرِيرا
وبِقَلْبي الأَلِيمِ لَمْحَةُ نُورٍ {#spc} لو تَجَلَّتْ لما غَدَوْتُ ضَرِيرا
ولما رُحْتُ ساَدِراً في ضلالٍ {#spc}يَجْعَلُ النَّابِهَ الحصيف غَرِيرا
ما الذي في غَدِي بَعْد أَمسي {#spc} جانَبَ الدَّرْكَ مُسْتَنيراً سَوِيّاً؟
فَرأَى فيه فِتْنَةَ اللُّبِّ {#spc}إذا كان سامِريّاً غَوِيّاَ..؟
فَمَشى عابِثاً بِدَرْبٍ مَقِيتٍ {#spc}قامَ إِبْليسُهُ عليه وصِيَّا
فيه ما يشتهي العصى فيطويه{#spc} فَيَغْدو الجَلِيُّ فيه شَجِيَّا
إنَّه كان أَمْسِي فأشْقاني{#spc} وما زِلْتُ فيه نِضْواً شَقِيَّا
إنَّما الخَلْقُ في الحياة شُكُولٌ {#spc} مُنْذُ أَنْ صِيغَ من تُقًى وفُجورِ
بَعْضُهُم يَرْتَوِي ارْتِشَافاً من العَذْبِ {#spc}طَهُوراً.. ويَكتفي بالطَّهُورِ
راضياً بالزَّكِيِّ من طَيِّبِ العَيْشِ{#spc} قلِيلاً كَمَطْعَم العُصْفُورِ
والصَّبُورُ الصَّبُورُ في هذه الدنيا{#spc} كرِيمُ العُقْبى كَمِثْلِ الشَّكُورِ
وأنا لم أكُنْ صَبُوراً ولا {#spc}كنْتُ شَكُوراً.. فَفِيمَ هذا الدَّلالُ؟
أفَبالخُسْرِ والخَطِيئاتِ أَزْهو{#spc} خابَ مِنْها قَبْلي وَذَلَّ الرِّجالُ
إنَّما الزَّهْوُ والدَّلالُ بِما كانَ{#spc} جَلِيلاً.. يَعَزُّ مِنهُ الجَلالُ
صارِحيني يا أُخْتَ رُوحي. وصُدِّي {#spc} عن ضَلُولٍ جافى السُّمُوَّ فَأَهْوى
قد تَحَوَّلْتُ عن سبيلي الذي كان {#spc} سَوِيّاً. فَلَسْتُ أَهْلاً لِنَجْوى
ما أراني من الغِوايَةِ إلاَّ {#spc} تابِعاً شَهْوتي ومَنْ كانَ أَغْوى
فاذْكُرِيني إذا خَلَوْتِ بِمِحْرابِكِ{#spc} ذِكْرى تُزِيحُ كَرْباً وبَلْوى
إنَّني صائِرٌ قَرِيباً إِلى الله{#spc} بِقَلْبٍ ذي لَوْعَةٍ وانْكِسارِ
خائِفاً.. آمِلاً.. فما أَعْظَمَ العَفْوَ {#spc} لَدَيْهِ.. عن الخطايا الكِبار
ولَعَلِّي بِما أُجِنُّ.. بإِيماني{#spc} نَقِيّاً مِنْ لَوْثَةٍ وضِرارِ..
أَجِدُ العَفْوَ.. والجَحِيمُ يُنادِيني {#spc} إِلَيْهِ.. وجَنَّتي في انْتِظاري
نَحْنُ نَلْهُو وفي الشَّبابِ اقْتِحامٌ {#spc}ثُمَّ نَكْبُوا. وفي الشَّبابِ انْهِزامُ
لِمَ لا نُبْصِرُ العظاتِ فَنَسْتَهْدي{#spc} ولا يَجْرَحُ الرَّشادَ الحُسامُ؟
الأَشِدَّاءُ قبْلَ أن يَعُودوا ضِعافاً {#spc}لَيْتَهُم غالَبُوا الهَوى فاسْتَقاموا
كانَ حَقّاً عَلَيْهِمُو أَنْ يضيئوا {#spc}قَبْلَ أَنْ يَدْهَمَ الحياةَ الحِمامُ

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
محمد حسن فقي

محمد حسن فقي

السعودية / مكة المكرمة
Close
Error Success