الطائر الحزين Poem by محمد حسن فقي

محمد حسن فقي

محمد حسن فقي

السعودية / مكة المكرمة

الطائر الحزين

عُدْتُ بلا حِسَّ ولا خاطِرِ{#spc}. كأنًّني عُشٌ بلا طائِرِ
عُشٌّ كَثيبٌ نالَ منه الِبلَى {#spc}يَفِيضُ بالبؤسِ على الناظِر
واهٍ على ماضٍ قطفتُ المُنَى {#spc} ريَّانَةً مِن رَوْضِهِ النَّاضِرِ
وَلَّى فلم يَبْقَ سوى مُهْجَةٍ{#spc} .. غابِرُها يَبْكِي على الحاضِرِ
يَبْكي عليه.. ثم يَرْضى البِلى{#spc} كلاهما.. من أَلَمٍ صاهِرِ
ولا يَضيقانِ بَلاُوائِهِ ولا{#spc} يًثُورانِ على الواتِِرِ
فرُبَّما كانتْ بِطَيَّاتهِ{#spc} نُعْمى تُعيدُ الرِّبْحَ للخاسِرِ
مُضاعَفاً يَنْسى بآلائِهِ {#spc} ما كانَ من ناهٍ.. ومن آمِر
ورُبَّ حَظِّ عاثِرٍ يَنْتَهي{#spc} بِرَبِّهِ لِلأَمَلِ الزَّاهِرِ
خواطِرٌ هذي جَلاها الأَسى {#spc}بعد الدُّجى الحالِكِ للشّاَعِرِ
لكنَّهُ صابَرَ حتى اسْتَوَتْ {#spc} وضَّاءَةَ الباطِنِ والظَّاهِرِ
حقائِقاً عادَ بِها ناعِماً{#spc} باللاَّبِنِ المُغْدِقِ والتَّامِرِ
يا ذاتَ أَمْسى.. يا جَلاَل الهوى {#spc} يا ذاتَ حُبِّي الوامقِ الطاَّهِرِ
يا رّبَّةَ السِّحْر الذي قادني {#spc}إلى الذُّرى ذاتِ السَّنا الباهِرِ
ثُمَّ إلى الدّرْكِ.. إلى{#spc} شِقْوَةٍ أوَّلُها يَعْثُرُ بِالآخِر
كيف طَوى ذاك الجمالَ الرَّدى {#spc}وانْقَلَبَ السِّحْرُ عَلى السَّاحِرِ؟
عاد به المَهْجُورُ في جَنّةٍ {#spc}ولَيْسَ بالباكي ولا السَّاخِرِ
وليس بالتَّاعِسِ من جَوْرِهِ {#spc}وليس بالآسِي على الجائِرِ
وأنْتِ ما عُدْتِ سوى لِلأسَى بعد{#spc} الخَنى. بعد الضُّحى العابِرِ
ما أَرْوَعَ القِصَّة هذي الَّتي{#spc} تَرْوِي عن المَهْجُورِ والهَاجِرِ
وسأَلْتُ نَفْسي. ما الذي يُجْدي الهوى{#spc} في حالّتيْه.. بِوَصْلِهِ وبِصَدِّهِ؟
هل لو سَعِدْتُ بِقُرْبِهِ ونَوالِهِ {#spc}أغدْو الرَّفِيعَ بِمَجْدِهِ. وبِرَغْدِهِ؟
أغْدو أَسيرُ وما أخافُ من الرَّدى{#spc} ولو استطال بِبَرقِهِ. وبِرَعْدِهِ؟
أم أَنَّني أغْدُو الهَلُوعَ لأنَّني {#spc} بِعْتُ الحياةَ على الحَبِيبِ ورِفِدِهِ؟
فَغَدَوْتُ مَمْلوكاً يُفَزّعُهُ النَّوى{#spc} فيَوَدُّ أن يَبْقى الحُسامُ بِغِمْدِه؟
لَنَجَوْتُ مِن طَيْشِ الغَرامِ وهَزْلهِِ {#spc} وخَرَجْتُ منه بِصَدِّه.. وبِجِدِّه
لو أَنَّني اسْترسَلْتُ فيه لَرَدَّني{#spc} بِحُسامِهِ عن مَطْمَحي.. وبِجُنْدِهِ
وّلكُنْتُ في يَوْمي الأَسيرَ.. وبِئْسَما {#spc} يَلْقى الأسِيرُ من الهوانِ بِوَجْدِهِ
وأنا الطَّلِيقُ بما اسْتَخْرَتُ أنا الذي {#spc} ناوَأْتُهُ.. فَنَجا الكريمُ بجِلدِه
ولقد يُحَلِّقُ عاشِقٌ بِتَرَفُّع {#spc} عن دَعْدِهِ.. وتَمَنُّع عن هِنْدِه
ولقد يَظَلُّ بسَفْحِهِ. لو أنَّهُ {#spc}شَحَذَ العَزِيمةَ لاسْتَوى في نَجْدِهِ
الحُرَّ لا يَرْضَى بِرَغْمِ شُجُونِهِ {#spc}حتى ولو نَخَرَتْ حَشاهُ بِقيْدِهِ
شَتَّانَ بَيْنَ مُنافِحٍ عن حُبِّهِ {#spc}يهْوِي بهِ.. ومُنافِحٍ عن مَجْدِهِ
مُدِّي يَدَيْكِ.. فَإنَّني من عَنْصُرٍ {#spc}زاكٍ. وشافٍ صَدْرَهُ مِنْ حُقْدِهِ
ما إنْ شَمِتُّ بٍفاخرٍ مُتَنفِّجٍ {#spc}بالحُسْنِ.. بعد سُقُوطِهِ في لَحْدِهِ
فلقد بَرِئْتُ من الشَّماتِ وعَسْفِهِ {#spc}ولقد بَرِئْتُ من الغَرُورِ وكَيْدِهِ
ليْتَ الجمالَ إذا اسْتوى في عَرْشِهِ {#spc} لم يَسْتَبِدَّ على ضراغِمَ أُسْدِهِ
أَوْ يَطْغَ.. فالعُشَّاقُ في حُسْبانِهِ {#spc}كحِجارةٍ يَلهوَ بهمْ في نَرْدِهِ
فلقد يَوَدَّ إذا هَوى عن عَرْشِهِ {#spc}أنْ لو أَنالَ بِجَزْرِهِ وبِمَدِّهِ
لو أنَّه جَذَبَ المشَاعِرَ والنُّهيَ {#spc}المُسْتَهامَةَ. لاسْتَعَزَّ بِخَلْدِهِ
دُنْيا.. فهذا رابِحُ من غَيِّهِ {#spc}فاعْجَبْ. وهذا خاسِرٌ مِن رُشْدِهِ

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
محمد حسن فقي

محمد حسن فقي

السعودية / مكة المكرمة
Close
Error Success