مصابك Poem by صلاح لبكي

مصابك إن سألتكَ ما المصابُ {#spc} نواح الناس والصمت الصوابُ
ونحن معاشر الشعراء نحيا {#spc} ونغبط يوم يغمرنا التراب
ويهدأ خافق ما حنّ إلا {#spc} وكان وراء ما علق العذاب
بكت بدموعنا الدنيا وناحت {#spc} مولّهة وما انقطعت وصاب
إذا سَجَعَ الحمام شكت قواف {#spc} واجهش تحت أنملنا الرباب
جراح الناس في المهجات منا {#spc} إذا سهم أصابهم نُصاب
نجوع لجوعهم أبدَ الليالي {#spc} ونعطش والغمام لنا شراب
فلا النعم الكبار لنا طلاب {#spc} من الدنيا ولا الجاه الطلاب
ونحن كما يضوع الزهر نعطي {#spc} عطاءً ليس يحفزه الثواب
وكالينبوع ارواء وخصباً {#spc} إلى أن يستقل به العباب
اخا الأسحار وارتك المنايا {#spc} وأخفى طلعة العمر الضباب
وكيف يموت من يجري حديثاً {#spc} تضج به الأباطحُ والعقاب
على الوتر الحبيب يرقّ لحناً {#spc} ويطلعه متى طلع الملاب
كأنك ما رحلت إلى بعيد {#spc} ولا وأراك في الجدث الصحاب
بقيت أغانياً وبقيت طيباً {#spc} تردده المفاوز والهضاب
ولولا شوق أعيننا لبتنا {#spc} نكذّب أن يكون الاغتراب
ونحسبك المقيمَ وقد ذهبنا {#spc} مكانك يوم روّعنا الذهاب
بحسبك ان قبرك في صعيد {#spc} حواه السهل واحتضنت شعاب
فيا طيب الرقاد بأرض قوم {#spc} وقد طابت سرائرهم وطابوا
بنوا للعلم حتى صار منهم {#spc} وبعض العز للعلم انتساب
وما لهفي عليك تركت دنيا {#spc} من الآمال فالدنيا كذاب
ولكنّ الأمانِي مثخنات {#spc} سبايا تحت أعيننا نهاب
وكونك مرسلا بكتاب خير {#spc} إلى أهلي وما قرئ الكتاب
وانك في سماء الشعر وعد {#spc} تناوله وانزله الغياب
وفي لبنان يجزع كل قلب {#spc} إذا يستوحش الأدب العراب
وزحلٌ إذ تضام فقد نماها {#spc} إلى ذرواته نسب قراب
يعلّم باسمها الأمصار شيب {#spc} ويحمل فخر من أهدت شباب
دها الآداب أنك كنت صرحاً {#spc} بهيكلها تعج به الركاب
فقوّض ركنه العالي قضاء {#spc} وأوصد في دروب الحق باب
سقتك الغاديات وأي فضل {#spc} ظمئت وكان موردك السحاب