!ليتهم عرفوه Poem by إيليا أبو ماضي

يا نفس قد ذهب الرفيق الألمعي {#spc}فتجلّدي لفراقه أو فاجزعي
هذي النهاية ، لا نهاية غيرها{#spc} للحي إن يسرع وإن لم يسرع
للموت من ملك البسيطة كلّها {#spc} أو حاز من دنياه بضعة أذرع
فازرع طريقك بالورود وبالسنا {#spc} لا يحصد الإنسان إن لم يزرع
واعمل لكي تمضي وتبقى رقة{#spc} في مبسم ، أو نغمة في مسمع
أو صورة مثل الربيع جميلة {#spc} في خاطر أو ناظر مستمتع
يا صحب يعقوب ، ويا عشراءه {#spc} من منكمو أبكي ولا يبكي معي
إنّا تساوينا فبين ضلوعكم {#spc} نار ومثل سعيرها في أضلعي
لبنان، هذا من روضك زهرة {#spc} ذهبت كأن في الأرض لم تتضوّع
لبنان هذا من سمائك كوكب {#spc} غرّبته حتى انطوى في بلقع
لبنان هذا من مروجك قطعة {#spc} فيه بشاشة كلّ مرج ممرع
قل للبنفسج في سفوحك والرّبى {#spc} ولّي شبيهك في الوداعة فاخشع
وأمر طيورك أن تنوح على فتى {#spc} قد كان يهواها وإن لم تسجع
قد عاش مثلك للمروءة والعلى {#spc} متعفّفا كالزاهد المتورّع
مترفّعا في قوله وفعاله {#spc} عمّن غوى وهوى ولم يترفّع
كم حرّضته النفس في نزواتها {#spc} ليكون صاحب حيلة أو مطمع
فأجابها: يا نفس لا تتوّرطي {#spc} صدأ النفوس هي المطامع فاقتعي
ليس المحارب في الوغى بأشدّ بأسا {#spc} من محارب نفسه أو أشحع
يا صاحبي أضنيت جسمك فاسترح {#spc} وأطلت ، يا يعقوب، سهدك فاهجع
حدّثت قومك حقبة فتسمّعوا {#spc} والآن دور حديثهم فتسّع
هجروا الكلام إلى الدموع لأنّهم {#spc}وجدوا البلاغة كلّها في الأدمع
كيف التفتّ وسرت لا ألقى سوى {#spc} متوجع يشكو إلى متوجّع
حتى الألى نفشوا عليك سمومهم {#spc} حزّ الأسى أكبادهم كالمبضع
عرفوا مكانك بعد ما فارقتهم {#spc} يا ليتهم عرفوه قبل المصرع
ولكم تمنّوا لو تعود إليهم {#spc} أنت الشباب إذا مضى لم يرجع
حنّوا إلى أرج الأزاهر بعدما {#spc} عبثت بها أيدي الرياح الأربع
واستعذبوا الماء المسلسل بعدما {#spc} نضب الغدير وجفّ ماء المشرع
يا لوعة الأحباب حين تساءلوا {#spc} عنه وعادوا بالجواب الموجع
إن الذي قد كان معكم قد مضى{#spc} من موضع أدنى لأرفع موضع
من عالم متكلّف متصنّع {#spc} تشقى نفوس فيه لم تتصنّع
للعالم الأسمى الطهور ، ومن{#spc} مجاورة الأنام إلى جوار المبدع