أنْدَلُسِيَّة Poem by أحمد شوقي

أنْدَلُسِيَّة

Rating: 0.5

يا نائح ( الطلح ) أشباه عوادينا {#spc} نشجى لواديك أم نأسى لوادينا ؟
ماذا تقص علينا غير أن يــدا {#spc} قصت جناحك جالت فى حواشينا
رمى بنا البين أيكا غير سامرنا {#spc} أخـا الغريب : وظلا غير نادينا
كل رمته النوى ريش الفراق لنا {#spc} سهماً ، وسل عليك البين سكينا
إذا دعا الشوق لم نبرح بمنصدع {#spc} مـن الجناحين عي لا يلبينــا
فإن يك الجنس يابن الطلح فرقنا {#spc} إن المصائب يجمعن المصابينـا
لــم تأل ماءك تحنانا ولا ظلماً {#spc} ولا أدكارا ، ولا شجوا أفانينــا
تجـر من فنن ساقا إلى فنــن {#spc} وتسحـب الذى ترتاد المؤاسينـا
أساة جسمك شتى حين تطلبـهم {#spc} فمن لروحك بالنطس المداوينـا
آهــا لنا نازحى إيك بأندلـس {#spc} وإن حللنا رفيـفاً من روابينــا
رسم وقفنا على رسم الوفاء لـه {#spc} نجيش بالدمع ، والإجلال يثنينـا
لفتيـه لا تنـال الأرض أدمعهم {#spc} ولا مفارقــهم إلا مصلينـــا
لـو لـم يسودا بدين فيه منبهة {#spc} للناس كانت لهم أخلاقهم دينــا
لم نسر من حرم إلا إلى حـرم {#spc} كالخمر من (بابل) سارت (لدارينا)
لما نبا الخلد نابت عنه نسختـه {#spc} تماثل الورد (خيريا) و (نسرينـا)
نسقى ثراهم ثناء ، كلما نثـرت {#spc} دموعنـا نظمت منها مراثينــا
كادت عيون قوافينا تحركـــه {#spc} وكدن يوقظن فى الترب السلاطينا
لكن مصر وإن أغضت على مقة {#spc} عيـن من الخلد بالكافور تسقينـا
علـى جوانبها رفت تمانمنــا {#spc} وحول حافاتـها قامت رواقينــا
ملاعـب مرحت فيها مآربنـا {#spc} وأربع أنسـت فيها أمانينــــا
ومطلع لسعود من أواخرنــا {#spc} ومغـرب لجدود من أوالينـــا
بنا فلم نخل من روح يراوحنـا {#spc} من بر مصر وريحان يغادينــا
كأم موسى على أسم الله تكفلنا {#spc} وباسمه ذهبت فى اليم تلقينــا
ومصر كالكرم ذى الإحسان فاكهة {#spc} للحاضرين وأكواب لبادينــــا
يا سارى البرق يرمى عن جوانحنا {#spc} بعد الهدوء ويهمى عن مآقينــا
لما ترقرق فى دمع عن جوانحنا {#spc} هاج البكا فخضبنا الأرض باكينــا
الليـــل يشهد لم تهتك دياجيه {#spc} على نيـام ولـم تهتف بسالينـــا
والنجـم لم يرنا إلا على قــدم {#spc} قيــام ليل الهوى للعهد راعينــا
كزفرة فى سماء الليل حائــرة {#spc} ممــا نردد فيه حين يضوينــا
بالله إن جبت ظلماء العباب على {#spc} نجانب النور محدوا ( بجــرينا )
تــرد عنك يداه كل عاديــة {#spc} إنسـاً يعثن فساداً أو شياطينــا
حتى حوتك سماء النيل عاليـة {#spc} على الغيوث وإن كانت ميامينـا
وأحرزتك شفوف اللازورد على {#spc} وشى الزبرجد من أفواف وادينـا
وحازك الريف أرجاء مؤرجـه {#spc} ربـت خمائل واهتزت بساتينـا
فقف إلى النيل وأهتف فى خمائله {#spc} وأنزل كما نزل الطل الرياحينا
وأس مـابات يذوى من منازلنا {#spc} بالحادثات ويضوى من مغانينـا
ويا معطرة الوادى سرت سحـراً {#spc} فطاب كل طروح من مرامينـا
ذكيـة لذيل لو خلنا غلالتهــا {#spc} قميص يوسف لم نحسب مغالينا
اجشمت شوك السرى حتى أتيت لنا {#spc} بالورد كتباً وبالربا عناوينـــا
فلو جزيناك بالأرواح غاليـة {#spc}عن طيب مسراك لم تنهض جوازينا
هـل من ذويك مسكى نحملــه {#spc} غرائـب الشوق وشيا من أمالينا
إلـى الذى وجدنـا ود غيرهـم {#spc} دنيـا وودهمو الصافى هو الدينا
يا من نغار عليهم من ضمائرنا {#spc} ومن مصون هواهم فى تناجينـا
ناب الحنين إليكم فى خواطرنا {#spc} عن الدلال عليكم فى أمانينــا
جئنا الى الصبر ندعوه كعادتنا {#spc} فى النائبات فلم يأخذ بأيدينــا
وما غلبنا على دمع ولا جـلد {#spc} حتى أتتنا نواكم من صياصينـا
ونابغـى كان الحشر آخـره {#spc} تميتنـا فيه ذكراكم وتحيينــا
نطوى دجاه بجرح من فراقكمو {#spc} يكاد فى غلس الأسحار يطوينا
إذا رسى النجم لم ترفأ محاجرنا {#spc} حتى يزول ، ولم تهدأ تراقينـا
بتنا نقاسى الدواهى من كواكبه {#spc} حتى قعدنا بها : حسرى تقاسينا
يبــدو النهار فيخفيه تجلدنـا {#spc} للشامتتين ويأسوه تأسينـــا
سقيا لعهد كأكناف الربى رفـة {#spc} أنا ذهبنا وأعطاف الصبا لينـا
إذا الزمان بنا غيناء زاهيــة {#spc} ترف أوقاتنا فيها رياحينـــا
الوصل صافية ، والعيش ناغية {#spc} والسعد حاشية ، والدهر ماشينا
والشمس تختال فى العقيان تحسبها{#spc} ( بلقيس ) ترفل فى وشى اليمانينا
والنيل يقبل كالدنيا إذا احتفلـــت {#spc} لو كان فيها وفاء للمصافينـــا
والسعد لو دام ، والنعمى لو اطردت {#spc} والسيل لو عف ، والمقدار لو دينا
ألقى على الأرض حتى ردها ذهبـا {#spc} ماء لمسنا به الإكسير أو طينــا
أعداه من يمنه ( التابوت ) وارتسمت {#spc} على جوانبه الأنوار من سينــا
لـه مبالغ ما فى الخلق من كــرم {#spc} عهد الكـرام وميثاق الوفيينــا
لـم يجر للدهر اعذار ولا عـرس {#spc} إلا بأيامنــا أو فى ليالينـــا
ولا حوى السعد اطغى فى أعنته {#spc} منا جيادا ولا أرخي ميادينـــا
نحن اليواقيت خاض النار جوهرنا {#spc} ولم يهن بيد التشتيت غالينـــا
ولا يحــول لنا صبغ ولا خلـق {#spc} اذا تلون كالحرباء شانينــــا
لم تنزل الشمس ميزانا ولا صعدت {#spc} فى ملكها الضخ عرشا مثل وادينا
ألم تؤله على حافاتــــه ورأت {#spc}عليـه أبناءها الغر الميامينــا ؟
إن غازلت شاطئيه فى الضحي لبسا {#spc}خمائل السندس الموشية الغينــا
وبات كل مجاج الواد من شجــر {#spc} لوافظ القز بالخيطان ترمينـــا
وهذه الأرض من سهل ومن جبل {#spc} قبل (القياصر) دناها (فراعينــا)
ولم يضع حجرا بان على حجـر {#spc} فى الأرض إلا علي آثار بانينــا
كأن أهرام مصر حائط نهضـت {#spc} به يد الدهر لا بنيان فانينــــا
إيوانه الفخم من عليا مقاصــره{#spc} يفني الملوك ولا يبقي الأوانينـا
كأنها ورمالا حولها التطمـــت {#spc} سفينة غرقت إلا أساطينــــا
كأنها تحت لألأ الضحى ذهبـــا {#spc} كنوز (فرعون) غطين الموازينـا
أرض الأبوة والميلاد طيبهــا {#spc} مر الصبا من ذيول من تصابينـا
كانت محجلة ، فيها مواقفنـــا {#spc} غرا مسلسلة المجرى قواقينـــا
فآب من كره الأيام لاعبنـــا {#spc} وثاب من سنة الأحلام لاهينـــا
ولم ندع لليالي صافيا ، دعـت {#spc} (بأن نعص فقال الدهر :آمينــا)
لو استطعنا لخضنا الجو صاعقة {#spc} والبر نار وغي ،والبحر غسلينـا
سعيا إلى مصر نقضى حق ذاكرنا{#spc} فيها إذا نسي الوافي وباكينـــا
كنز(بحلوان) عند الله نطلبـــه {#spc} خير الودائع من خير المؤدينــا
لو غاب كل عزيز عنه غيبتنـا {#spc} لم يأته الشوق إلا من نواحينــا
إذا حملنا لمصر أوله شجنــا {#spc} لم ندر أي هوى الأمين شاجينـا

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success