لِمَــنِ الدَّمــعَ بــعــدَ هـذا تَـصـوُنُ Poem by ناصيف اليازجي

لِمَــنِ الدَّمــعَ بــعــدَ هـذا تَـصـوُنُ

Rating: 5.0

لِمَــنِ الدَّمــعَ بــعــدَ هـذا تَـصـوُنُـ {#spc} وعــلامَ الصـبـرُ الجـمـيـلُ يـكـونُ
كــلُّ حُــزنٍ بــحَــسْــبِ كــلِّ فــقــيــدٍ {#spc} وبـحَـسْـبِ الأحـزان يـبـكي الحزِينُ
وبـحـسـبِ البـلاءِ صـبـرٌ بهِ القلْ {#spc} بُ عــلى حَـمْـل مـا بـهِ يـسـتـعـيـنُ
يُــخـلَقُ النَّاـسُ للشَّقـاءِ فـمـا أسْـ {#spc} عَــدَ مــن لم يُـخْـلقْ فـذاك أمـيـنُ
طــالمـا جَـدَّتِ الرّجـالُ عـلى الدُّن {#spc} يـا فـغـارَت ضِـحْـكـاً عليهِ المَنُونُ
قــد أعـدّتْ لدهـرِهـا وهْـيَ لا تـطْـ {#spc} مـعُ فـي يـومـهـا فـبـئِسَ الجُـنـونُ
كـلُّ حَـيٍّ يرجو الحياةَ ولو في ال {#spc} مــوتِ وهــمـاً فـمـاتَ وهْـوَ ضـنـيـنُ
قد أطالت فينا الظُنونُ الأمانيْ {#spc} يَ وعــنـدَ القـضـاءِ صـحَّ اليـقـيـنُ
عِــلّةُ المــوتِ لا تُـداوى ولا تَـح {#spc} مِـي الرُّقَـى منهُ والقنا والحُصونُ
ولَعـــلّ الدواءَ مـــنــهُ سَــقــامــٌ {#spc} ولَعــلَّ الفِــرارَ مــنــهُ كــمــيــنُ
مــا تُــرَى مـن حِـمـاهُ شَـرْبـةُ مـاءٍ {#spc} يَــتّــقـي مَـن قَـضـاهُ كـافـٌ ونُـونُ
حـيـلةٌ أعـيـتِ الأنـامَ فـمات ال {#spc} شـيـخُ عـجـزاً كـمـا يـمـوتُ الجنينُ
نــشــتـكـي شِـدّةَ الحـيـاةِ ولا نـر {#spc} ضى كما لا يرضى الخَلاصَ السجينُ
كـلُّنـا فـي الحـيـاةِ يـطـلبُ أرضـاً {#spc} شــاكَــلَتــهُ فــنـحـنُ مـاءٌ وطـيـنُ
أيـهـا العـمـرُ طُلْ أوِ اقصُرْ فإني {#spc} للمــنــايـا مـهـمـا أطـلتَ رَهـيـنُ
كــلُّ أمــرٍ لا بُــدَّ مــنــهُ أراهُــ {#spc} كـان قـبلاً فلم أخَفْ إذ يكونُ
راحـةُ المـرءِ تـركُ دُنـياهُ طَوعاً {#spc} فَـهْـوَ كُـرْهـاً لتـركـهـا سَـيَدينُ
خَـبّـريـنـا يـا أرضُ كـيـفَ سُـلَيما {#spc} نُ وعـادٌ وأيـنَ تـلكَ القُـرونُ
كـنـتِ مِـلكـاً لهم فصاروا تُراباً {#spc} مـنـكِ مـلْكـاً لنـا بـهِ نستهينُ
إِلْفُ هـذِي الحـياةِ جَدّدَ في الأن {#spc} فُـسِ أُنـسـاً بـها فطالَ الحنينُ
وأنِـسْـنـا بـعـضـاً بـبـعـضٍ فـكانت {#spc} وَحْـشـةٌ في القلوبِ حين نَبِينُ
أيـهـا الرَّاحلُ الذي زادُهُ التق {#spc} وَى إلى اللهِ والعَـفـافُ هَجينُ
أنـتَ فـي التُـرْب قـد دُفِنتَ ولكن {#spc} لكَ طـيَّ القُـلوبِ شـخـصـٌ دفـينُ
إن تكن نمتَ نومةَ الدهرِ فالنو {#spc} مُ عـليـنـا قـد حرَّمتهُ الجُفُونُ
ولئن كُــنـتَ قـد بَـليـتَ فـلا يَـب {#spc} لَى اشـتـيـاقـٌ ولا تَرِثُّ شُجونُ
يـا لكَ اللهُ هـل سـمـعـتَ نُـواحاً {#spc} في الليالي لهُ الصَفاةُ تَلينُ
إن يـكـن لم تُصب ثَراكَ الغوادي {#spc} كُـلَّ يـومٍ فـقـد سـقَـتْهُ العُيونُ
كـنـتَ لا تُـخـلِفُ الرَّجـاءَ كـريماً {#spc} وكـريـمـاً خـابت لَدَيكَ الظنونُ
نـحـنُ نَـبـغي لكَ الحياةَ فهل تَر {#spc} ضـى بـدُونٍ وكـيـفَ يُـرضِـيكَ دُونُ
كـنـت فـي الأرض زاهـداً مطمئناً {#spc} لم تَـبِـعْ دارَهـا وأنـتَ غـبـينُ
لا يُــبــالي بــأُرجُـوانٍ وخَـزٍّ {#spc} مـن كَـسَـاهُ عـقـلٌ وعِـرضٌ ودِينُ
قد جمعتَ الدَّارَينِ هذِهْ تولَّت {#spc} ها بنانُ اليُسرَى وتلكَ اليمينُ
ومِـنَ النـاسِ جـاهـلٌ وحكيمٌ {#spc} ومِــنَ الدارِ نــاصــحــٌ وخَـؤونُ

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success