شفتان على شَفَا قُبلة Poem by أحلام مستغانمي

شفتان على شَفَا قُبلة

'هل عشت القبلة والقصيدة
فالموت إذن
لن يأخذ منك شيئاً'
الشاعر الإغريقي يانيس ريتسوس

اختبر الأدب بشفتيك
كيف يمكنك أن تصف متعة
ذروتها أن تفقد لغتك؟
كلّما تقدّم بنا الحبُّ نشوة
أعلن العشق موت التعبير

شفتان تُبقيانك على شَفَا قُبلة
لا شفاعة
لا شفاء لِمَن لثمتا
لا مهرب
لا وجهة عداهما أو قِبلة
مجرد شفتين أطبقتا على عمرك

ركوة قُبلتك الصباحيّة
قهوة لفمين
أغرق فيها كقطعة سكر
أرتشفها بهال الشكر
حمداً لك
يا مَن وضعت إعجازك في شفتين
وجعلتهما حكراً عليّ

ما كنت لأُحبّهما إلى هذا الحدّ
شفتاك اللتان نضجتا
بصبرحبّات مسبحة
تسلّقتا شغاف القلب
عناقيد تسابيح وحمد
ما كان لقُبَلِكَ أن تُزهر
على شفتيّ
لو أنّ فمك لم ينبت
بمحاذاة مسجد

في غفوته
في ذروة عزلته
يواصل قلبي إبطال مفعول قُبلة
فتيلُها أنت

يا للهفتك
يا لجوعي إليك بعد فراق
ساعة رملية
تتسرّب منها في قبلة واحدة
كل كثبان الاشتياق

كيف بقبلة تُوقِفُ الزمن؟
كيف بشفتين
تُلقيان القبض على جسد؟

يا رجلاً
مَن غيرك
سقط شهيداً
مُضرّجاً بالقُبَل؟

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success