إبراهيم الحضراني

دع كل قاصٍ في العباد وداني
لا يثنينّك عن مرامك ثانِ
واقدم على الدنيا وخض غمراتها
...

ليكن همك إذا ما
رمت شَأْواً من الفخار بعيدا
ثم لا تحتفل؛ أَسِرت سريعاً
...

دنياي خاويةٌ؛ فلا تلحونني
إني بكل شؤونها لم أحفلِ
من لي بدنيا لا أفكر عندها
...

خضته خائر القوى
جاهلاً عمقه البعيد
جئته حائراً بلا
...

إن الذي كوَّنَ في أضلعي
قلباً بحب الحسن مجنونا
أودع في قلبي الهوى مثلما
...

ليت لماَّ رأيتُ حسنك أطبقت عليه الجفون كيلا يزولا
ليت لما لثمت ثغرك داوى
في ضلوعي جوى، وروَّى غليلا
...

حبُّكِ؟ ما أَقْوى, وما أعمقا
قد علّم الأشياءَ أن تنطِقَا
قالت لي الصخرة: لا تنسه
وكيف أنسى حبي الأسبقا
...

الندامى; وأين مني الندامى
ذهبوا يَمْنة, وسرت شآما
يا أحباءنا تنكَّر دهر
كان بالأمس ثغرُه بسَّاما
...

يا حبيبي لقد مررنا بهذا الـنَبْع
يوماً وحبنا دفّاق
ثم عُدنا إليه والعشب قد جـفَ
وجفت في قلبك الأشواق
...

أيها القائم بالأمر الذي يرضي الكتابا
دم لليل الجهل في الأمة بدراً لن يغابا
لا تظن السعي والإخلاص لا يفتح بابا
...

يا أخي لا تبك أو تضحك من مُر شكاتي
لا تلمني واجعل الرحمة تخفي عبراتي
كن نسيماً لي إذا ماهب من غيرك عاتي
...

ربما كان ما أحس من الآلام وهماً أوحى به تفكيري
فلعلي أعيش في كتف النعماء لكن أخطأت في تقديري
ولقد مَرَّ بي زمان توهمت بأني في ظل عيشٍ نضير
ناعم البال رفرفت حولي الفرحة، والبشريات حول سريري
...

أما أنا فيهز أعصابي حبيبٌ هاجرُ
وأخ له نصفي المودة.. وهو خِبٌّ غادرُ
ومهذب يقتاده سفهاً جهولٌ قادرُ
...

أعيش في بحرٍ من الحب لا
ينفك ذا مدٍّ وذا جَزْرِ
ما زلتُ في أمواجه عائماً
مستسلماً للخير والشرِّ
...

يا طير هل بك لوعةٌ
مثلي وهل تحيا مشرد؟
وتبيت يا طير الأراك كما أبيت أنا مسهد
...

يخونني قلبي وجسمي معا
لتلك أنكى نكبات الحياه
خطبان لو صُبّا على شاهقٍ
...